Thursday 4 December 2025
مجتمع

ادريس المغلشي: حفل الاعتراف والوفاء لموظفي أكاديمية مراكش آسفي: دموع وذكريات وتكريم

ادريس المغلشي: حفل الاعتراف والوفاء لموظفي أكاديمية مراكش آسفي: دموع وذكريات وتكريم ادريس المغلشي
أجمل مافي لحظة الاعتراف والوفاء أن تشكل فرصة للتواصل بين كثير من الإخوة والأخوات  التي تفرقت بهم السبل ولم يعد الواحد منا يجد فرصة للالتقاء بالآخر والسؤال عن أحوال البعض وهي نقطة تحسب لجمعية موظفي وموظفات اكاديمية جهة مراكش اسفي بإمكاناتها المتواضعة لكن بطموح أكبر وهي تصر على البقاء من أجل بعث رسائل تشيع بين موظفي القطاع الود والإحترام والتآزر والإلتفاف حول قضايا نبيلة وقيم راقية . أتمنى ان تتطور إلى مجالات أخرى لاتقل أهمية عن الأهداف المسطرة وهي مهمة ورئيسية واحتفالا بمن تقاعدوا خلال الثلاث سنوات الأخيرة وهي مكرمة لوحدها تكفي بعدماشهدت قاعة مؤسسة خاصة كالعادة  لحظة مفعمة بجميل القول وحسن الكلام ونبل المشاعر ترسيخا لثقافة الاعتراف .وحتى لاننسى من أفنوا زهرة شبابهم خدمة للمرفق الإداري وضحوا بأغلى مايملك الإنسان في مسار حياته إنه عمره الافتراضي الذي وهبه في سبيل قيم الواجب بحس عالي من المسؤولية وهم يصلون إلى نقطة نهاية وظيفة أو مهمة .
 
لكن ما أثار انتباهي في فقرات الحفل  أن تزاوج البرمجة  بين مشاعر وأحاسيس متفرقة ومتناقضة في بعض الأحيان يصعب معها الدمج ،لكن أجدني في النهاية مقتنعا انها حققت لدي صورة تكاملت فيها رسائل غاية في الأهمية. كيف يمكن المزج بين لحظة تأبين وحزن ووفاء في حق من غادروا الحياة والاحتفال في نفس الوقت بمن غادروا الوظيفة . مهمة صعبة لكنهاليست مستحيلة فالمشهد لوحده يصعب استيعابه لاسيما وأن اللجنة المنظمة اصرت على استهلال فقرات برنامجها بمن وافتهم المنية لكن المفاجأة الاستثنائية والنوعية المثيرة للإنتباه والإعجاب في نفس الوقت أن تكون كلمات البنات الثلاث وهن يرثين آبائهن وامهاتهن باسلوب بسيط لكنه عميق الدلالة ممزوج بدموع سالت دون استئذان أثرت في الحضور  لكن تحسمها في النهاية  كلمات بنوع من الوثوقية والإصرار كانها توقيع على رسائل مطمئنة أن الجهود لم تذهب سدى. كلام مسترسل بعناية يؤكد حضور الفقيد بوصف جميل يسترجع ذكريات لحظات جميلة انتجت شباب نفتخر به قادر على التعبير بكل افتخار عمن ساهم بكل تفاني في بناء شخصيتهم. يكفي ان تمتلك الشابات الثلاث ملكة الإلقاء بدون تردد ولاخوف رغم صعوبة اللحظة. تغالب الدموع وتصر على الكلام لتقول لنا جميعا أنا ابنة فلان الذي تعرفونه كزميل في العمل لكن ساختلف عنكم في القول والثناء لأنه بكل بساطة هو أبي الذي أفتخر به. فلترقد روحه بسلام .
 
في نهاية المناسبة لاننسى أن المكرمون تركوا انطباعا جيدا وقد كانت لحظة غنية  أجمل مافيها ان يلتقط الموظفون الجدد الملتحقون حديثا بالإدارة رسائل مهمة لاشك انهم لن يجدوا صعوبة في الإندماج في وسط يسوده الاحترام والود ، والخبرة كذلك .