Wednesday 3 December 2025
مجتمع

بهيجة كومي: المرأة أكثر تضررا من الإصابة بالسرطان

بهيجة كومي: المرأة أكثر تضررا من الإصابة بالسرطان بهيجة كومي، رئيسة جمعية مرضى اللوكيميا
خلال‭ ‬رحلتي‭ ‬كمصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬سنة،‭ ‬كنت‭ ‬الضحية‭ ‬والشاهدة‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬تمييز‭ ‬طويلة‭. ‬اضطررت‭ ‬إلى‭ ‬السفر‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬كيلومتر‭ ‬ذهابا‭ ‬وإيابا‭ ‬لمراجعة‭ ‬طبيب‭ ‬متخصص‭ ‬وإجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬دورية‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الدواء‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬متوفرا‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬اقتنائه‭ ‬من‭ ‬الخارج‭. ‬كنت‭ ‬أقوم‭ ‬برحلات‭ ‬متكررة‭ ‬ومرهقة‭ ‬تكلفني‭ ‬نفقات‭ ‬كبيرة‭. ‬وكنت‭ ‬دائما‭ ‬أحدث‭ ‬نفسي‭ ‬وأقول:‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬النساء‭ ‬الأخريات‭ ‬ذوات‭ ‬الموارد‭ ‬المحدودة‭ ‬أو‭ ‬المنعدمة؟

المرأة‭ ‬المصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬مطالبة،‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان،‭ ‬أن‭ ‬تتدبر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العلاج‭ ‬القاسي‭ ‬والطويل‭ ‬المدى‭ ‬وآثاره‭ ‬الجانبية،‭ ‬والتغيرات‭ ‬الجسدية‭ ‬والتداعيات‭ ‬النفسية،‭ ‬أنواعا‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬"السرطانات":‭ ‬كالفقر،‭ ‬ومركزية‭ ‬العلاج،‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬والافتقار‭ ‬إلى‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الشاملة،‭ ‬البيروقراطية،‭ ‬الأمية،‭ ‬الجهل‭ ‬التام‭ ‬بالمرض‭ ‬إجراءات‭ ‬الرعاية،‭ ‬وانعدام‭ ‬التثقيف‭ ‬الصحي‭ ‬الفعال‭ ‬والمستهدف‭ ‬ومحاربة‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬حول‭ ‬السرطان‭.‬

للأسف،‭ ‬تواجه‭ ‬المرأة‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز،‭ ‬بدء‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومة‭ ‬الموثوقة‭ ‬والصحيحة‭ ‬حول‭ ‬مرضها،‭ ‬والرعاية‭ ‬الجيدة،‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬لها،‭ ‬والافتقار‭ ‬إلى‭ ‬البنيات‭ ‬المناسبة‭ ‬لاستقبالها‭ ‬ومرافقتها‭ ‬أثناء‭ ‬رحلتها‭ ‬العلاجية‭. ‬ويزداد‭ ‬الحيف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خطورة‭ ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬مرضها‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬أمام‭ ‬أسرتها‭ ‬وأقاربها‭ ‬وبيئة‭ ‬العمل،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬الحكم‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مظهرها‭ ‬الجسدي‭. ‬والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬تتعرض‭ ‬لهجر‭ ‬زوجها‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان،‭ ‬وطردها‭ ‬من‭ ‬وظيفتها‭ ‬وحرمانها‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬الطبي‭ ‬وزيادة‭ ‬الراتب،‭ ‬وفقدان‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬ومزايا‭ ‬ترقيتها‭ ‬عند‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬رحلة‭ ‬العلاج‭ ‬الشاقة‭. ‬تبقى‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررا‭ ‬والأكثر‭ ‬تأثرا‭ ‬بالسرطان،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مريضة‭ ‬أو‭ ‬مرافقة‭ ‬للمريض‭. ‬

من‭ ‬أجل‭ ‬رعاية‭ ‬أكثر‭ ‬إنصافا‭ ‬للمرأة،‭ ‬وجب‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬الإشفاق‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬التصرف،‭ ‬وتجاهل‭ ‬معاناتها‭ ‬المادية‭ ‬والنفسية،‭ ‬وتلوين‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬باللون‭ ‬الوردي‭ ‬على‭ ‬شرفها‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬ذكراها‭ ‬بشكل‭ ‬مناسباتي‭. ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬للتنديد‭ ‬بالحيف‭..‬