احتضن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بوادي زم، اليوم الخميس 13 نونبر 2025، ورشة تكوينية، أطرها الفنان والمخرج مراد بتيل، لفائدة تلامذة مؤسسة الجزيرة الخصوصية، حول موضوع "عناصر الكوميديا في الفيلم".
واندرجت هذه الورشة، في إطار فعاليات ملتقى سينما المجتمع التاسع، دورة "الفنان عبد الله فركوس"، المنظمة من قبل جمعية الشروق احتفاءً بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال.
استهلت الورشة بكلمة قيمة ألقاها الكاتب المحلي لفضاء الذاكرة محمد مكضوم المكلف بالكتب المحلي للفضاء، وكوثر السملالي القيمة على الفضاء، ورئيس جمعية الشروق مصطفى الصوفي، رحّبا من خلالها بالمؤطر مراد والمشاركين، مؤكدين على أهمية هذه الفقرة التكوينية في تنمية المدارك الفنية للناشئة، وتعزيز القدرات التربوية والتعليمية عبر لغة الصورة والسينما، باعتبارها وسيلة فعالة لترسيخ القيم الجمالية والتواصل الإبداعي.
الورشة، التي تميزت بتفاعل كبير من طرف الطلبة، تضمنت عرض مقتطفات من الفيلم الشهير "الطفل" للمبدع شارلي شابلن، الذي انطلق منه المخرج مراد لتقديم شروحاته حول مفاهيم الكوميديا في السينما، وكيفية توظيفها درامياً وفكاهيا وتقنياً لخدمة القصة والشخصيات.
وقد شكل هذا اللقاء التكويني مناسبة مميزة للتلاميذ لاكتساب معارف فنية جديدة، وفهم عناصر بناء الفيلم السينمائي بشكل عام، إلى جانب التعرف على أساليب صناعة الكوميديا كأحد أبرز الأصناف الفنية التي اشتغل عليها كبار المخرجين والممثلين عبر العالم، بمن فيهم فنانون مغاربة بصموا الساحة بأعمال خالدة.
وتهدف هذه الورشات إلى صقل مهارات الشباب السينمائية، وفتح آفاق جديدة أمامهم في مجالات الكتابة والإخراج والتشخيص، فضلاً عن تعزيز روح الحوار والتواصل المباشر بين المبدعين والطلبة، وتشجيع قدراتهم الإبداعية والتقنية.
يُذكر أن هذه الورشة سبقتها أخرى بعنوان "سينما الطفل.. ثقافة بصرية ناشئة"، أطرها الفنان هشام سكومة الاثنين الماضي، ضمن فقرات النسخة الثالثة عشرة من مهرجان قافلة الابتسامة للجميع، التي احتضنتها مدرسة العين بجماعة أولاد الصغير بئر مزوي، وركزت على أهمية التربية البصرية لدى الأطفال وتنمية حسهم الفني.
وتتواصل فعاليات ملتقى سينما المجتمع، المنظم برحاب المعهد التقني الفلاحي بشراكة مع الجماعة الترابية لبئر مزوي وبدعم من المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط، ببرمجة غنية ومتنوعة تشمل مسابقة للأفلام القصيرة، ندوة فكرية، تكريمات، ماستر كلاس، وتوقيع مؤلفات سينمائية جديدة، في رهان متواصل على تعزيز الحضور الفني بالمنطقة وترسيخ ثقافة السينما كجسر للتواصل مع الشباب.
