جدد يوسف العمراني، سفير المغرب بالولايات المتحدة، تأكيد التزام المغرب بجعل المجال الرقمي رافعة للتنمية السوسيو-اقتصادية واندماج الشباب.
وفي مداخلة خلال لقاء نظمه مركز الدبلوماسية السيبرانية والريادة، التابع لجامعة جورج واشنطن، أبرز السفير العمراني أن التحول الرقمي في المغرب لا يعد مجرد شعار، "بل يشكل خيارا سياديا ومهيكلا في خدمة المواطن".
وأمام ثلة من السياسيين والجامعيين والفاعلين في قطاع التكنولوجيا الأمريكية، حضرت هذا اللقاء المنظم حول موضوع "الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي والحكومة الرقمية.. رؤية المغرب من أجل الشباب والمستقبل"، أكد الدبلوماسي المغربي أن هذا الخيار السيادي للمملكة يندرج ضمن رؤية الملك، الذي دعا في خطابه الأخير بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة، إلى ترسيخ حقيقي لثقافة النتائج، وذلك بناء على معطيات ميدانية دقيقة، وباستعمال التكنولوجيات الرقمية.
وفي هذا الصدد، تطرق إلى استراتيجية "المغرب الرقمي 2030"، الموجهة لتحديث الاقتصاد الوطني، والارتقاء بفعالية الخدمات العمومية، وتوفير فرص جديدة للشباب، موضحا أن هذه الاستراتيجية تطمح إلى المساهمة في الاقتصاد الرقمي بنسبة 6 بالمائة من الناتج الداخلي الخام الوطني وإحداث 240 ألف وظيفة مؤهلة في أفق 2030، لا سيما لفائدة الشباب والنساء.
كما شدد السفير على أهمية الرأسمال البشري باعتباره عنصرا رئيسيا ضمن هذا التحول، موضحا أن المملكة تطمح إلى تكوين 100 ألف شاب سنويا في المهن الرقمية، بما في ذلك المناطق القروية، لتشمل أزيد من 30 ألف تلميذ في أفق سنة 2026.
وأضاف أن "هدفنا واضح: جعل الرقمنة أداة للمساواة في الفرص والتماسك الاجتماعي"، مسجلا أن ريادة المغرب في المجال الرقمي تتجاوز إطار الإصلاحات الداخلية لتفرض نفسها كمحور رئيسي ضمن دبلوماسيته في المجال متعدد الأطراف والثنائي.
وتطرق العمراني إلى العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة، واصفا التعاون الثنائي في المجال الرقمي بالشراكة القائمة على الثقة، والاستقرار والقيم المشتركة، مبرزا الاهتمام المتزايد الذي توليه الوكالات الاقتصادية الأمريكية للاستثمار في الحوسبة السحابية ومراكز البيانات في المغرب.