Tuesday 30 September 2025
اقتصاد

المغرب وزامبيا: الدبلوماسية المائية كأداة استراتيجية للقارة الإفريقية

المغرب وزامبيا: الدبلوماسية المائية كأداة استراتيجية للقارة الإفريقية نزار بركة بنظيره الزامبي "كولينز نزوفو"

في داكار، وعلى هامش الدورة الرابعة عشرة للجمعية العامة لمجلس الوزراء الأفارقة المكلفين بالماء (AMCOW)، التقى وزير التجهيز والماء المغربي، السيد نزار بركة، بنظيره الزامبي،  كولينز نزوفو، في لقاء يعكس بوضوح الدينامية الاستراتيجية للمغرب في إفريقيا، ودوره كفاعل أساسي في الدبلوماسية المائية.

اللقاء لم يقتصر على تبادل المجاملات، بل شكّل منصة لإعادة تأكيد التزام المغرب الدائم بمشاركة خبرته المتراكمة في إدارة الموارد المائية مع الدول الإفريقية التي تواجه جفافًا بنيويًا وتحديات متزايدة في أمنها المائي. المغرب، بخبراته المتقدمة في مشاريع الري الذكي، معالجة المياه، والتدبير المستدام للموارد المائية، يقدم نموذجًا عمليًا يمكن أن تستفيد منه الدول الإفريقية الشقيقة لتطوير بنيتها التحتية وتحسين استجابتها لتغير المناخ ونقص الموارد.

مناقشة مشروع مذكرة تفاهم مستقبلية بين المغرب وزامبيا تعكس بعدًا عمليًا واستراتيجيًا أكبر: ليس مجرد تبادل خبرات، بل بناء تحالف تقني ومعرفي يهدف إلى تعزيز الأمن المائي والتنمية المستدامة على مستوى القارة. هذا التوجه يعكس كيف أن المغرب يحوّل الدبلوماسية المائية إلى أداة قوة ناعمة، تمكنه من دعم الدول الإفريقية وتعزيز التعاون الجنوب-الجنوب، في وقت تُعد فيه الموارد المائية عنصرًا حاسمًا للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

الدينامية التي أظهرها نزار بركة في هذا اللقاء تؤكد قدرة المغرب على ترجمة الخبرة الوطنية إلى شراكات استراتيجية قارية، حيث يصبح الأمن المائي منصة للتأثير الإقليمي وتعزيز مكانة المملكة كفاعل قيادي في إفريقيا، ليس فقط على مستوى التنمية المائية، بل أيضًا على الصعيد السياسي والدبلوماسي.

في هذا السياق، يظهر المغرب كمرجع إفريقي في تدبير الموارد المائية، ملتزمًا بمبادئ التعاون وتبادل المعرفة، ومقدّمًا نموذجًا يُحتذى به للدول الإفريقية التي تسعى إلى الاستفادة من تجربته المميزة، ليصبح الأمن المائي أداة للتنمية المستدامة وبناء شراكات استراتيجية تدعم مستقبل القارة.