Monday 22 September 2025
مجتمع

بسبب توالي إصلاحات بيداغوجية دون إشراك الهياكل الجامعية المعنية.. رؤساء شُعب اللغة العربية وآدابها بالجامعات يؤسسون شبكة وطنية

بسبب توالي إصلاحات بيداغوجية دون إشراك الهياكل الجامعية المعنية.. رؤساء شُعب اللغة العربية وآدابها بالجامعات يؤسسون شبكة وطنية عز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي
شهدت الساحة الجامعية بالمغرب ميلاد شبكة وطنية ينتظم فيها رؤساء شُعب اللغة العربية وآدابها بالجامعات المغربية، تحمل اسم "الشبكة الوطنية لرؤساء شُعب اللغة العربية وآدابها بالجامعة المغربية".
 
وقال المؤسسون، في تقرير صادر عن الاجتماع التأسيسي الذي انعقد مساء يوم السبت 20 شتنبر 2025، وتتوفر "أنفاس بريس" على نسخة منه، إنهم يسعون من وراء تأسيس الشبكة إلى "تنظيم التفكير الجماعي بين جميع أساتذة اللغة العربية وآدابها في كل ما يتعلق بالقضايا البيداغوجية لشعبة اللغة العربية وآدابها، والعمل على بلورة تصور بيداغوجي ينبثق من تداول جماعي ونقاش واسع بين جميع أساتذة الشعبة، ويهدف إلى تطوير الدرس الأدبي واللساني بالجامعة المغربية وتجويده، تدريسا وتأطيرا وبحثا".
 
تأسيس الشبكة يأتي في سياق الوضعية الحالية التي تعيشها الجامعة المغربية إثر إقدام الوزارة الوصية، نهاية الموسم الفارط، على إدخال تعديلات على دفتري الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلكي الإجازة والماستر، اللذين انطلق العمل بهما في الموسم الجامعي 2023-2024. وهي التعديلات اتي كانت موضوع انتقادات من الأساتذة الباحثين، بسبب عدم إشراك الهياكل الجامعية المعنية بالشأن البيداغوجي، وفي مقدمتها الشعب.
 
كما يأتي ردا على توالي "الإصلاحات البيداغوجية التي تنزل على الجامعة المغربية بشكل لا يتوقف، إذ لا يكاد يُبدأ في تنفيذ "إصلاح" حتى ينزل "إصلاح" جديد"، كما جاء في تقرير رؤساء الشُّعب الذي نبه إلى "تداعيات ذلك على سير الجامعة ونهوضها بمهامها، وعلى التدريس والبحث في كليات الآداب والعلوم الإنسانية وشُعَبها، وضمنها شعبة اللغة العربية وآدابها".
 
ويشير التقرير إلى دواعي تأسيس الشبكة حين يقول: "أمام تراكم المشاكل التي تسببت فيها الإصلاحات البيداغوجية المتعاقبة، دون إشراك الشُّعب وأساتذتها، وحرصا على ممارسة الشُّعب لوظائفها كاملة واسترجاع صلاحياتها البيداغوجية، باعتبارها الهيكل الأول المعني بالشأن البيداغوجي، ومن أجل الإسهام الفعلي لشُعب اللغة العربية وآدابها في صياغة دفتر الضوابط البيداغوجية لسلكي الإجازة والماستر، عند انتهاء الاعتماد الحالي، لتصحيح ما شابهما من عيوب بيداغوجية ومعرفية، بادر رؤساء شُعب اللغة العربية وآدابها بالجامعة المغربية، المجتمعون عبر تقنية التناظر عن بعد، مساء يوم السبت 20 شتنبر 2025، إلى تأسيس هذه الشبكة".
 
وحدد المؤسسون الطبيعة التنظيمية للشبكة بأنها "إطار أكاديمي يشتغل داخل الجامعة المغربية ومؤسساتها، ويكتسب شرعيته من رؤساء الشُّعب المنتخبين من قبل الأساتذة الباحثين على صعيد كل شعبة".
 
رؤساء شُعب اللغة العربية وآدابها تناولوا في اجتماعهم التأسيسي للشبكة ثلاث نقط. تتعلق الأولى بمسألة الإصلاح البيداغوجي، والثانية بتعديل دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية، فيما تخص الثالثة مهام الشبكة.
 
في ما يخص النقطة الأولى، سجل رؤساء الشُّعب أن "الإصلاح البيداغوجي"، بالنظر إلى الكيفية التي يتعاقب بها، تحول إلى مسلسل من العبث بالجامعة المغربية، يبخس تاريخها، ويربك حاضرها، ويهدد بالإجهاز عليها وعلى وظائفها العلمية والمعرفية والمجتمعية، ويرهن مستقبلها ومستقبل أجيال من الطلبة والباحثين.
 
وانتقد رؤساء الشُّعب المنهجية التي ظلت تعتمدها الوزارة الوصية في إعداد "إصلاحاتها" المتعاقبة، حيث تصر على الانفراد بإعداد الهندسة البيداغوجية ووضع مضامين الملفات الوصفية، دون إشراك فعلي للهياكل الجامعية المعنية بالشأن البيداغوجي، على مستوى الشعبة والمؤسسة والجامعة.
 
وأكدوا أن أي إصلاح بيداغوجي لن يكتسب شرعيته البيداغوجية والعلمية إذا لم ينبثق من الشُّعب ومن الهياكل الجامعية المعنية بالشأن البيداغوجي. ولا يمكن ضمان نجاحه دون مشاركة فعلية لهذه الهياكل وللأساتذة الباحثين في التقييم والاقتراح والإعداد والتنفيذ في إطار يصون الاستقلالية البيداغوجية للجامعة.
 
وشددوا على أن الإصلاح البيداغوجي الحقيقي لا يمكن أن يتم إعداده بشكل متسرع ومرتجل، وفي تجاوز للشرعية البيداغوجية، بل يجب أن يستند إلى تقييم معمق وشامل للنظام الحالي وللإصلاحات السابقة، تنجزه الهياكل الجامعية البيداغوجية، ويشارك فيه جميع الاساتذة الباحثين وكل الأطراف المعنية بالجامعة والتعليم العالي والبحث العلمي.
 
وتوقف رؤساء الشُعب، في ما يخص تعديل دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية، عند ما وصفوه بـ"الاختلالات والعيوب البيداغوجية والمعرفية التي شابت مضامين الجذع الوطني المشترك لمسلك الدراسات العربية بسلك الإجازة في اللغة العربية وآدابها، الذي انطلق العمل به في الموسم الجامعي 2023-2024".
 
وبعد أن تداولوا في التعديل الجزئي المقترح لدفتر الضوابط البيداغوجية، قدموا مقترحات للعمل بها، ابتداء من الموسم الجاري، في انتظار صياغة ملف وصفي جديد لمسلك الدراسات العربية عند انتهاء اعتماد الملف الحالي، استنادا إلى تقييم بيداغوجي ومعرفي شامل يهدف إلى تصحيح جميع الأخطاء المعرفية والبيداغوجية التي شابته، وتحسين العرض البيداغوجي بما يتناسب والتكوين الجامعي بمسلك الدراسات العربية.
 
وبخصوص المهام التي ستقوم بها الشبكة الوطنية لرؤساء شُعب اللغة العربية وآدابها بالجامعة المغربية"، أكد المؤسسون على الأهمية القصوى لإطلاق نقاش حول وضعية كليات الآداب والعلوم الإنسانية بالمغرب وشُعبها، وضمنها شعبة اللغة العربية وآدابها، وحول الهندسة البيداغوجية التي تتلاءم وتخصصاتها العلمية والمعرفية.
 
ودعوا جميع أساتذة شُعب اللغة العربية وآدابها بالجامعة المغربية إلى الانخراط الواسع والمساهمة الفعلية في إنجاز تقييم شامل لحصيلة الإصلاحات البيداغوجية. وأعلنوا عن تنظيم أيام دراسية من طرف الشُّعب على صعيد كل مؤسسة، وندوة وطنية تنظمها الشبكة لتكون خلاصاتها وتوصياتها أساس أي إصلاح للمنظومة البيداغوجية، سواء على مستوى الهندسة البيداغوجية أو على مستوى مضامين الملفات الوصفية.