Monday 15 September 2025
كتاب الرأي

حسين ساف: تدشين محطة قطار جديدة بتازة يفضح واقع المغرب بسرعتين، ويبرز الحاجة إلى لجنة إنصاف ومصالحة اقتصادية واجتماعية

حسين ساف: تدشين محطة قطار جديدة بتازة يفضح واقع المغرب بسرعتين، ويبرز الحاجة إلى لجنة إنصاف ومصالحة اقتصادية واجتماعية حسين ساف
مدينة تازة هي مسرح لمنطقة مغربية ذات سرعتين: تازة وجدة قطار بالبنزين وقطار بالكهرباء فاس المغرب.
 تازة هي واحدة من المدن الاقدم في المغرب، التي عانت كثيرا من الإقصاء الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي... في حين أنها كانت:
 
1-  واحدة من عواصم البلاد لعدة مرات...
2- مضيق الطواهَر: (ملتقى سلسلتي جبال الاطلس وجبال الريف)، الذي يضم أطول نفق سككيONCF، كان تاريخيا  يشكل حاجزا حقيقيا أوقف كل الهجمات الخارجية، بما في ذلك هجمات الإمبراطورية العثمانية...
3 - وكانت المدينة محطة لتأسيس واحدة من أكبر الثكنات العسكرية الفرنسية في المغرب في عشرينيات الحماية الفرنسية، بالإضافة إلى المدينة الأوروبية "ذراع اللوز" (تازة السفلى الحي العصري)، التي بنيت سنة 1926 على أراضٍ تم نزع ملكيتها بموجب ظهير شريف وقع من قبل السلطان والمقيم العام الفرنسي "أوربان بلانك"، ولم يتم آنذاك تعويض الأسر المتضررة من هذا النزع للملكية الذي شمل 102 هكتارا، ولم تستفد أسر الضحايا من أراضي الأملاك المخزنية المخصصة لهم آنذاك كتعويض بموجب الظهير الشريف الصادر بالجريدة الرسمية ورسم المعاوضة المودع لدى محكمة توثيق تازة ... وقد تم الاستيلاء ظلما على كل الأراضي المخزنية المخصصة للمعاوضة من طرف من كلفوا بتسليمها  للمتضررين وأراملهم وأيتاماهم، لأن الفغلبهم ضحوا بأرواحهم كمقاومين ضد الجيوش الفرنسية  بجبال وقرى تازة !
 
والجدير بالذكر أن أربع هكتارات من هذه الأراضي المخزنية المخصصة للمعاوضةمعروضة حاليا، لأول مرة، أمام المحكمة الابتدائية ضد نظارة الأحباس، بعد قرن تقريبا من الظلم والحرمان والشطط في استعمال السلطة... في انتظار عرض قضية 98 هكتار من باقي الأراضي المخزنية المسلوبة أمام المحكمة الإدارية بفاس.
 
خلاصة القول: مدينة تازة لا تحتاج فقط إلى الارتقاء إلى سرعة أعلى، ولكنها تحتاج أولا وقبل كل شئ إلى لجنة وطنية للإنصاف والمصالحة الاقتصادية الاجتماعية والتعويض العاجل... بعد نجاح مهمة لجنة الإنصاف والمصالحة السياسية. والوطن غفور رحيم ... 
 
أكثر من مائة أسرة مستعدة للمصالحة مع الماضي، وتتمنى ألا تخضع لعقود أخرى من المحاكمات التي لا نهاية لها بعد اكتشافها لوثائق أتلفت عمدا من أرشيف المصالح الإدارية المحلية والجهوية وتم العثور عليها مؤخرا لدى المصالح المركزية بالرباط...
 
إن عدم الإسراع بايجاد حلول قد يؤدي إلى تشويه صورة المغرب الحبيب الذي يستعد لاستضافة كأسين رياضيين  (كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030)... المغرب مراقب من قبل أعدائنا... علينا ألا نعطيهم الفرص  لمهاجمتنا...