Sunday 14 September 2025
كتاب الرأي

أنور الشرقاوي: هند، بنت أبي الرقراق

أنور الشرقاوي: هند، بنت أبي الرقراق أنور الشرقاوي
حكاية وجسر أمل 
أنتِ يا هند،
من تجعلين أروقة المستشفى صالوناً أدبياً،
أو " بيسترو " حيث يختلط الجاز بموشحات الأندلس.
تحت سماء سلا المرصّعة بالنجوم،
أو في ظلال قصر الحمراء،
يعانق العود صوت الساكسوفون،
وتصفق الأيادي كنبض القلوب،
فتتحول آلام الليل إلى رقصة،
وتغدو الجراح إيقاعاً يتمايل مع موسيقى الحياة.
كل نغمة تشرق بابتسامة،
وكلّ ميلسم يتحوّل وعداً
بأن الأمل سيبقى حتى آخر الليل،
كموشحٍ يمتد حتى الفجر.
ابتسامتكِ يا هند منارة،
حتى حين تعصف العواصف،
تضيء وجوه الآخرين،
لتقول لهم: الألم ليس سوى ممرّ،
" صولو " عابر قبل عودة اللحن.
أنتِ من يحوّل غرف الانتظار إلى مقاهٍ فلسفية،
والحوارات إلى طقوس شفاء،
تدعين الناس إلى الجدل، إلى الضحك،
إلى التفكير كما لو أن كل كلمة دواء،
وكل فكرة خطوة نحو التعافي.
يا هند، جعلتِ من معركتكِ قصيدة،
ومن جروحك توقيعاً،
ومن ليالي الأرق سهرات فنّانين.
الأطباء يتحدثون بالأرقام،
وأنتِ تجيبين بنغمات أمل.
تحوّلين بروتوكولات العلاج إلى مدوّنات موسيقية،
وترقصين فوقها بخفة مقطع جاز مرتجل.
هذا النشيد لكِ،
ولكل من يتنفس رغم ثقل المحنة،
لكل الأجساد المتعبة التي تبحث عن الضوء،
لكل القلوب المرتجفة،
لكل العيون التي تأبى أن تنطفئ.
أنتِ قاطرتهم يا هند،
اسمك يصبح لازمة،
ضحكتك لازمة،
عطشك للثقافة لازمة،
ومن حولك يرتفع الكورال،
يحمل المرضى بعيداً عن أوجاعهم،
ويعيدهم إلى شاطئ الفرح.
يا هند، يا نسمة الفجر التي تعيد إشعال النجوم،
في عينيكِ تولد الحياة،
وتزول كل الحُجب.