تكتسب قمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا أهمية بالغة في مسار الحرب الأوكرانية، التي تدخل عامها الثالث وسط تغيرات ميدانية وسياسية كبيرة. تحمل القمة فرصة لتحقيق مكاسب لجميع الأطراف، لكنها في الوقت ذاته محفوفة بالمخاطر، حيث يمكن أن تفضي النتائج إلى ربح جماعي أو خسارة متبادلة، بحسب قدرة كل طرف على إدارة مصالحه وتجنب التصعيد.
ترامب أمام اختبار وواقع معقد
يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه أمام اختبار حقيقي لترجمة وعوده الانتخابية بإنهاء الحرب الأوكرانية، وهو ما رددّه منذ حملته وحتى بعد دخوله البيت الأبيض. إلا أن التطورات السياسية والميدانية، إضافة إلى رفض موسكو وكييف لمطالبه السابقة، جعلت مهمته أكثر تعقيدًا. ورغم ذلك، استطاع ترامب الحصول على امتيازات اقتصادية من أوكرانيا، خصوصًا في قطاع المعادن، عبر ضغوط مباشرة لتعويض ما قدمته واشنطن لكييف خلال عهد جو بايدن.
يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه أمام اختبار حقيقي لترجمة وعوده الانتخابية بإنهاء الحرب الأوكرانية، وهو ما رددّه منذ حملته وحتى بعد دخوله البيت الأبيض. إلا أن التطورات السياسية والميدانية، إضافة إلى رفض موسكو وكييف لمطالبه السابقة، جعلت مهمته أكثر تعقيدًا. ورغم ذلك، استطاع ترامب الحصول على امتيازات اقتصادية من أوكرانيا، خصوصًا في قطاع المعادن، عبر ضغوط مباشرة لتعويض ما قدمته واشنطن لكييف خلال عهد جو بايدن.
في المقابل، تدرك موسكو صعوبة أن يساومها ترامب إلا عبر تبادل مصالح، وهو ما قد يدفعه لمحاولة كسبها وإبعادها عن الصين، رغم أن هذا الهدف يبدو بالغ الصعوبة في ظل التحالفات الحالية. ويظل الموقف الأوروبي المساند بقوة لأوكرانيا عقبة أخرى أمام ترامب، إذ يشكل نقطة خلاف بارزة بينه وبين العواصم الأوروبية، خصوصًا في ما يتعلق باستمرار الدعم العسكري والاقتصادي لكييف.
كما تمثل القمة فرصة لمناقشة ملفات استراتيجية أوسع، من بينها اتفاقيات الحد من التسلح التي تعثرت بعد توتر العلاقات مع موسكو، والتي استخدمتها روسيا كورقة ضغط على كل من الولايات المتحدة وأوروبا، في إطار لعبة التوازنات الدولية.
بوتين.. ذكاء في استثمار اللحظة
تبدو القمة أيضًا ساحة لاختبار ذكاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع دونالد ترامب، الذي يقيس المواقف بميزان المكاسب المباشرة، وسط ما يُعرف عنه من تناقضات وتقلبات في قراراته. يدرك بوتين أن مجرد انعقاد القمة يشكل نقطة مهمة لموسكو، إذ يكسر حاجز التوتر الذي ساد العلاقات الأمريكية – الروسية في ظل إدارة جو بايدن، وما رافقها من مقاطعة وعقوبات أمريكية وأوروبية مشددة.
تبدو القمة أيضًا ساحة لاختبار ذكاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع دونالد ترامب، الذي يقيس المواقف بميزان المكاسب المباشرة، وسط ما يُعرف عنه من تناقضات وتقلبات في قراراته. يدرك بوتين أن مجرد انعقاد القمة يشكل نقطة مهمة لموسكو، إذ يكسر حاجز التوتر الذي ساد العلاقات الأمريكية – الروسية في ظل إدارة جو بايدن، وما رافقها من مقاطعة وعقوبات أمريكية وأوروبية مشددة.
كما أن وجود ترامب في موقع القيادة يمنح بوتين فرصة لاستغلال التنافس الشخصي بينه وبين بايدن، حيث يسعى ترامب لإظهار تفوقه على خصمه السياسي عبر تحقيق اختراق مع روسيا، وهو ما قد يمنح الكرملين مساحة أوسع للمناورة وفرض شروطه في أي اتفاق محتمل.
التقدم الميداني وأوراق الضغط
يدخل بوتين القمة وهو مدعوم بما حققته روسيا من تقدم ميداني حتى اليوم، وهو ما يشكل ورقة ضغط أساسية في أي مفاوضات مقبلة. ورغم تمسك موسكو بهذه المكاسب، تظل احتمالية طرح صيغة لتبادل أراضٍ مع أوكرانيا قائمة، شريطة أن تضمن لروسيا الحفاظ على ما تعتبره إنجازاتها الاستراتيجية.
يدخل بوتين القمة وهو مدعوم بما حققته روسيا من تقدم ميداني حتى اليوم، وهو ما يشكل ورقة ضغط أساسية في أي مفاوضات مقبلة. ورغم تمسك موسكو بهذه المكاسب، تظل احتمالية طرح صيغة لتبادل أراضٍ مع أوكرانيا قائمة، شريطة أن تضمن لروسيا الحفاظ على ما تعتبره إنجازاتها الاستراتيجية.
بالنسبة لبوتين، تمثل القمة فرصة ثمينة يجب استثمارها بعناية، إذ قد ينظر إليها كـ"حبل نجاة" يمنحه ترامب لموسكو في ظل العقوبات والضغوط الغربية. وفي المقابل، يسعى بوتين لعدم إضاعة هذه الفرصة، سواء لتعزيز موقعه التفاوضي أو لإحداث اختراق في علاقات روسيا مع الغرب.
حتى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رغم تمسكه برفض التنازل عن الأراضي، قد يجد نفسه مضطرًا للاستفادة من أي فرصة تهدئة توفرها القمة، في ظل واقع صعب ومعقد يواجهه على المستويين العسكري والسياسي.
علاقات قديمة ومصالح متبادلة
من المهم أن نفهم أن هناك تاريخًا من العلاقات بين ترامب وبوتين، على الرغم من أن كل طرف يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة، وهو ما يُعد أمرًا متعارفًا في العلاقات الدولية. يتجنب ترامب توتر العلاقات عمدًا، كجزء من سياسته التي تركز على تحقيق مصالحه عبر التفاهمات المباشرة، بينما يحتاج بوتين بشدة إلى ذلك في ظل الحملة الغربية والعقوبات المفروضة على روسيا.
من المهم أن نفهم أن هناك تاريخًا من العلاقات بين ترامب وبوتين، على الرغم من أن كل طرف يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة، وهو ما يُعد أمرًا متعارفًا في العلاقات الدولية. يتجنب ترامب توتر العلاقات عمدًا، كجزء من سياسته التي تركز على تحقيق مصالحه عبر التفاهمات المباشرة، بينما يحتاج بوتين بشدة إلى ذلك في ظل الحملة الغربية والعقوبات المفروضة على روسيا.
لذلك، أي تطور في هذه القمة، سواء إيجابي أو سلبي، يعتمد على قدرة الطرفين على تجنب التوتر، وهو ما يدركه كلاهما جيدًا. وفي ظل الموقف الأوروبي المتشدد تجاه موسكو، حاول ترامب إثبات قدرته على احتواء روسيا، وإذا نجح في ذلك، فإن ذلك سيشكل ورقة قوية أمام الأوروبيين، وهو أمر يفهمه بوتين أيضًا ويعمل على دعمه.
كما أن هناك ملفات أخرى مهمة بين الطرفين، أبرزها ما حققته أمريكا في اتفاقيات المعادن في مناطق أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا، ما يزيد الحاجة إلى التفاهم وتنسيق المصالح بين الطرفين لضمان استمرار التوازن الاستراتيجي وتحقيق أهداف كل طرف.
تحضيرات خلف الكواليس
ونعتقد أن القمة لم تكن وليدة اللحظة، بل جرى التحضير لها مسبقًا عبر قنوات دبلوماسية غير معلنة، كان أبرزها زيارة مبعوث خاص من إدارة ترامب إلى موسكو في الفترة الماضية. هذه الزيارة، وإن لم تُكشف تفاصيلها رسميًا، يُرجح أنها وضعت الأسس الأولية لما سيتم طرحه على طاولة المفاوضات في ألاسكا، وساهمت في تهيئة الأجواء لفتح الحوار المباشر بين الزعيمين بعد سنوات من القطيعة والتوتر.
ونعتقد أن القمة لم تكن وليدة اللحظة، بل جرى التحضير لها مسبقًا عبر قنوات دبلوماسية غير معلنة، كان أبرزها زيارة مبعوث خاص من إدارة ترامب إلى موسكو في الفترة الماضية. هذه الزيارة، وإن لم تُكشف تفاصيلها رسميًا، يُرجح أنها وضعت الأسس الأولية لما سيتم طرحه على طاولة المفاوضات في ألاسكا، وساهمت في تهيئة الأجواء لفتح الحوار المباشر بين الزعيمين بعد سنوات من القطيعة والتوتر.
آفاق ما بعد القمة
في حال لم تتمكن قمة ألاسكا من تحقيق اختراق حقيقي أو الوصول إلى تفاهمات ملزمة، فإنها قد تفتح الباب أمام مسار موازٍ من الاتصالات، سواء بين بوتين وزيلينسكي بشكل مباشر أو عبر وساطات أوروبية. فحتى الفشل في الاتفاق قد يُستغل كفرصة لإطلاق قنوات حوار جديدة، خصوصًا أن بعض العواصم الأوروبية تبدي استعدادًا أكبر للعب دور الوسيط، بهدف تجنب استمرار الحرب واستنزاف الموارد في ظل ضغوط اقتصادية داخلية متزايدة.
في حال لم تتمكن قمة ألاسكا من تحقيق اختراق حقيقي أو الوصول إلى تفاهمات ملزمة، فإنها قد تفتح الباب أمام مسار موازٍ من الاتصالات، سواء بين بوتين وزيلينسكي بشكل مباشر أو عبر وساطات أوروبية. فحتى الفشل في الاتفاق قد يُستغل كفرصة لإطلاق قنوات حوار جديدة، خصوصًا أن بعض العواصم الأوروبية تبدي استعدادًا أكبر للعب دور الوسيط، بهدف تجنب استمرار الحرب واستنزاف الموارد في ظل ضغوط اقتصادية داخلية متزايدة.
فرص للجميع
على الرغم من التعقيدات والتحديات، فإن القمة تمثل فرصة لكل الأطراف لتحقيق مكاسب محددة. فروسيا قد تستفيد من تثبيت إنجازاتها الميدانية وفتح قنوات دبلوماسية جديدة، وأوكرانيا قد تحظى بتخفيف الضغط العسكري والاقتصادي، بينما تسعى الولايات المتحدة وأوروبا للحفاظ على نفوذها وضمان مصالحها الاستراتيجية. وحتى على المستوى الدولي، قد يؤدي التهدئة الجزئية إلى استقرار نسبي يقلل من مخاطر تصعيد أوسع ويتيح للعالم فرصة.
على الرغم من التعقيدات والتحديات، فإن القمة تمثل فرصة لكل الأطراف لتحقيق مكاسب محددة. فروسيا قد تستفيد من تثبيت إنجازاتها الميدانية وفتح قنوات دبلوماسية جديدة، وأوكرانيا قد تحظى بتخفيف الضغط العسكري والاقتصادي، بينما تسعى الولايات المتحدة وأوروبا للحفاظ على نفوذها وضمان مصالحها الاستراتيجية. وحتى على المستوى الدولي، قد يؤدي التهدئة الجزئية إلى استقرار نسبي يقلل من مخاطر تصعيد أوسع ويتيح للعالم فرصة.
