Sunday 10 August 2025
رياضة

أحمد فرس كما عرفته عن قرب.. سلسلة حكايات لم ترو من قبل (19)

 
 
أحمد فرس كما عرفته عن قرب.. سلسلة حكايات لم ترو من قبل (19) المنتخب المغربي بتشكيلة تضم فرس وأحرضان وغاندي (يسارا)
زيارتان لفرس بطعم الذكريات من العربي أحرضان وسعيد غاندي 
كان المرحوم أحمد فرس يسعد من حين لآخر بزيارة أحد اللاعبين الذين جاوروه في المنتخب الوطني،  خاصة الذين توجوا معه بكأس أفريقيا سنة 1976.
من الزيارات الجميلة والحلوة التي أتذكر بمقهى لاكوفريت la gaufrette، هي تلك التي قام العربي أحرضان عميد الوداد الرياضي طيلة سبعينيات القرن الماضي وأيضا عميد المنتخب الوطني عندما يضطر أحمد فرس للغياب.
كانت زيارة وجلسة كلها ذكريات مضحكة..منها أنه في إحدى المباريات بدولة أفريقية حمل فيها العربي أحرضان شارة العمادة. سيعلن الحكم عن ضربة جزاء ضد المغرب. لما كان أحرضان يحتج فإذا بضربة عصا تنزل على رأسه، ولم يكن صاحبها إلا عسكري بزيه الرسمي. شعر عميد المنتخب الوطني بحر الضربة وسط أجواء مشحونة، فإذا به يحول الاحتجاج على ضربة الجزاء بالصياح بأنها مشروعة..بيلانتي بيلانتي. 
من الحكايات الغريبة التي حكى لنا العربي أحرضان مع المرحوم فرس، أنه زار صديقا له بمدينة طنجة عندما يلعب بالوداد. هذا الأخير اقترح عليه زيارة خاطفة لإسبانيا التي لم يكن دخولها يحتاج إلى فيزا. أحرضان الذي كان يشتغل بسلك الشرطة،  ترك المسدس والأصفاد عند صديق آخر بنفس المدينة. 
في يوم العودة، ذهب مباشرة إلى مدينة سطات حيث سيحل  فريق الوداد ضيفا على النهضة السطاتية. المرحوم مصطفى البطاش مدرب الحمر وضع أحرضان ضمن لائحة اللاعبين الذين سيشاركون في المباراة دون أن يجري حصة تدريبية في ذلك الأسبوع. لكن ماسيقع خلال التسخينات، هو أن كرة طائشة ارتطمت بنافذة طار زجاجها إلى وجه أحرضان مما تسبب له في جروح، وحرمه من المشاركة في اللقاء.
أحمد فرس وأصدقاؤه لا يتوقفون عن الضحك وهم يستمعون إلى حكايات العربي أحرضان الذي اختار منذ أن تقاعد قبل سنوات أن يسكن بالجماعة القروية سيدي موسى المجدوب التابعة لعمالة المحمدية.
خلال تلك الجلسة مع العربي أحرضان، كان الحديث حول تفاهم اللاعبين الدوليين على نتائج بعض المباريات دون علم المسيرين ودون طبعا أي بيع أو شراء. فقط كانت هناك فرق كانت تحتاج إلى بعض النقاط للنجاة من النزول إلى القسم الثاني، فيتم التواصل بين اللاعبين الدوليين على نتيجة المباراة في صمت.
 
سعيد غاندي وفرس يلعبان معا أول مباراة
ومن الزيارات الخالدة بذاكراتي، تلك التي قام في يوم ما للحاج فرس سعيد غاندي الجناح الرجاوي واللاعب الدولي الذي شارك في كأس العالم.
في تلك الزيارة عاد فرس وغاندي إلى أول دولية لهما معا مع المنتخب الوطني المغربي الأول. كانت مباراة ودية ضد المنتخب السويسري سنة 1968، وانتهت بفوز المنتخب المضيف ب 6-4. ورغم ذلك قدم المنتخب المغربي مباراة انتزعت إعجاب الجمهور والإعلام بسويسرا. كان سعيد غاندي يتحدث عن تلك المباراة وكيف حير فرس الدفاع السويسري كجناح أيسر وهو كجناح أيمن..وكيف كان تميزهما في تلك المباراة مفتاحا لفرض اسميهما بقوة في المنتخب الوطني، وكيف ساهما في تلك السنة 1968 في تأهيل المنتخب الوطني إلى الألعاب الأولمبية بالمكسيك، لكن المملكة المغربية ستغيب عن المشاركة فيها بسبب حضور إسرائيل.
خلال تلك الجلسة مع سعيد غاندي، تذكر اللاعبان كيف كانت أول يسافران عبر الطائرة، وكيف خصصت إدارة ثانوية ابن ياسين بالمحمدية وإدارتها وأساتذها وتلامذتها استقبالا حارا للنجم الصاعد أحمد فرس، اللاعب الدولي،  أحد تلاميذها بكل فخر واعتزاز..