إذا الشّعبُ يومًا أراد الحياة
فلابدّ أن يستجيبَ القدر
ولا بدّ لليل أن ينجلي
ولا بدّ للقيد أن ينكسر
فلابدّ أن يستجيبَ القدر
ولا بدّ لليل أن ينجلي
ولا بدّ للقيد أن ينكسر
لم يحملوا حجارة،
ولا هتفوا بشعارات،
ولا لوّحوا برايات محترقة.
بل حملوا شيئًا واحدًا: سلسلة.
وفي نهايتها قفل.
ولا هتفوا بشعارات،
ولا لوّحوا برايات محترقة.
بل حملوا شيئًا واحدًا: سلسلة.
وفي نهايتها قفل.
لم يُراد به الحبس، بل الفتح.
فتح العيون.
وفتح الضمائر.
فتح العيون.
وفتح الضمائر.
في صباحٍ رمادي من شتاء الشمال الأوروبي،
بين رذاذ النرويج وريح هولندا،
جاؤوا.
فرادى، صامتين، دون تنسيق، دون قيادة.
بين رذاذ النرويج وريح هولندا،
جاؤوا.
فرادى، صامتين، دون تنسيق، دون قيادة.
عربٌ منفيون،
أبناء بحرٍ متوسّطٍ تكسّرت ضفّته،
سحقتهم أمواج التاريخ،
لكنهم وقفوا.
أبناء بحرٍ متوسّطٍ تكسّرت ضفّته،
سحقتهم أمواج التاريخ،
لكنهم وقفوا.
في أوسلو، في ستوكهولم، في أمستردام،
وصلوا إلى أبواب سفارات مصر،
البلد الشقيق، العربي، المسلم.
لم يصرخوا، لم يشتبكوا.
بل، بكل سكينة، لفّوا السلاسل على الأبواب.
وشدّوها.
شدّوها كما لو أنهم يحتضنون أنين "رفح" المكتوم.
وصلوا إلى أبواب سفارات مصر،
البلد الشقيق، العربي، المسلم.
لم يصرخوا، لم يشتبكوا.
بل، بكل سكينة، لفّوا السلاسل على الأبواب.
وشدّوها.
شدّوها كما لو أنهم يحتضنون أنين "رفح" المكتوم.
ثم، بطقّة واحدة، أُغلق القفل.
قفلٌ لا ليُغلق، بل ليقول:
هذا العبث لا يُحتمل.
هذه الخيبة لا تُغتفر.
هذا العبث لا يُحتمل.
هذه الخيبة لا تُغتفر.
فالمعبر لا يُغلق من جهة العدو،
بل يُغلق من جهة الأخ،
الذي ارتدى قناعَ الخوف أو الحياد،
وخنق، بقصدٍ أو بصمت، آخر نَفَسٍ من أنفاس غزة.
بل يُغلق من جهة الأخ،
الذي ارتدى قناعَ الخوف أو الحياد،
وخنق، بقصدٍ أو بصمت، آخر نَفَسٍ من أنفاس غزة.
رفح لم تعد مدينة.
بل باتت رمزا.
آخر شهيقٍ لأطفالٍ يموتون بالعطش،
لنساءٍ يلدن تحت النار،
لأرواحٍ تُطحن بين الجدران.
بل باتت رمزا.
آخر شهيقٍ لأطفالٍ يموتون بالعطش،
لنساءٍ يلدن تحت النار،
لأرواحٍ تُطحن بين الجدران.
وهذا الباب، الباب العربي، ظلّ مغلقًا.
ليس بدبابة،
بل بتواطؤٍ بارد.
بصمتٍ يُميت أكثر من القصف.
ليس بدبابة،
بل بتواطؤٍ بارد.
بصمتٍ يُميت أكثر من القصف.
وصلت الصور إلى كل بقاع الأرض.
لم تكن جموعًا.
بل كانت أعمق من الحشود.
رجلٌ واحد.
امرأةٌ واحدة.
سلسلةٌ واحدة.
رسالةٌ واحدة:
لم تكن جموعًا.
بل كانت أعمق من الحشود.
رجلٌ واحد.
امرأةٌ واحدة.
سلسلةٌ واحدة.
رسالةٌ واحدة:
"لن نقبل هذا الصمت بعد الآن."
لم يكسروا شيئًا،
إلا واجهة نظامٍ باردة.
لم يؤذوا أحدًا،
إلا كبرياءَ رئيسٍ غافل.
إلا واجهة نظامٍ باردة.
لم يؤذوا أحدًا،
إلا كبرياءَ رئيسٍ غافل.
لكنهم، دون ضجيج،
سجّلوا لحظةً ستبقى.
في ضمير التاريخ.
وفي ذاكرة كل من شاهد الصورة:
قفلٌ صغير على بابٍ حديدي،
لكن صداه، يهزّ أسوار الخذلان من المحيط إلى الخليج.
سجّلوا لحظةً ستبقى.
في ضمير التاريخ.
وفي ذاكرة كل من شاهد الصورة:
قفلٌ صغير على بابٍ حديدي،
لكن صداه، يهزّ أسوار الخذلان من المحيط إلى الخليج.
.png)
