Monday 28 July 2025
منبر أنفاس

خليل البخاري: هندسة تجويع الفلسطينيين  والصمت الدولي  المخزي

خليل البخاري: هندسة تجويع الفلسطينيين  والصمت الدولي  المخزي خليل البخاري
إن هندسة تجويع الشعب الفلسطيني وراءه أمريكا  على مرأى ومشهد من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي..فالكل يظهر عاجزا  بل ومتواطئ امام الغطاء الأمريكي المقدم للكيان الإسرائيلي المتغطرس  لتفعيل سلاح التجويع والإبادة الجماعية على نحو يحاكي معتقلات الإبادة في المانيا  وبولندا  في الحرب العالمية الثانية. 
إن حرب التجويع والترويع في قطاع غزة، تمثل بحق حلقة من مشروع الكيان الصهيوني النازي  تتواطأ أمريكا  في تنفيذه. وهي حرب إبادة جماعية  وتهجير  وتركيع للشعب الفلسطيني.  فحرب التجويع التي آختارها الكيان الصهيوني  في حق الفلسطينيين  لها أهداف استراتيجية كبرى ، في مقدمتها التهجير القسري لسكان قطاع غزة  وإقامة منتجعات على شواطئ غزة.  إنها حرب تبحث عن الأرواح  والأحياء  الميتة. لكن شعب غزة لازال صامدا وسبق له ان جرب كل أشكال الموت والإبادة. 
إن حرب الابادة  وتجويع وآقتلاع وتصفية هوية وجذور  الشعب الفلسطينى  لن تحقق اهدافها والتاريخ سينصف حق الشعب الفلسطيني في آمتلاك أرضه.
إن المجاعة الاي تقتل سكان غزة  بشكل عام  يستخدمها الكيان الصهيوني  كسلاح في حربه ضد القطاع . وتعتبر المجاعة عامل ضغط إنساني  يدفع المجتمع الدولي للتدخل . وبالفعل ، وصل عدد الدول التي دعت الى وقف فوري للحرب في غزة  قرابة  28 في غياب للولايات المتحدة الأمريكية  الحليف للكيان الإسرائيلي. 
إن المجاعة ليست مجرد عرض من اعراض الحرب بل أصبحت سلاحا بحد ذاتها لكنها سلاح لا ينتصر وحده مالم يتحد المجتمع الدولي  ويتحرك خارج الورق والشاشات،  ستبقى غزة تستنزف ببطئ وبصمت  وبجوع..والغريب في الامر هو ان الادوات التي تملكها هيئة الأمم المتحدة  والمنظمات الدولية  من بيانات واستنكارات  وتحذيرات ومؤتمرات لم تعد تجدي بل تحولت  في احيان عديدة  الى ستار للعجز.
إن ما يقع يوميا  في قطاع غزة  هو بحق مهزلة إنسانية  يصبح معها الجوع في غزة  شاهدا أخلاقيا على آنهيار النظام الدولي  لا فقط على ازمة إنسانية  عابرة...إن المجاعة في غزة تمثل اول جريمة موثقة بالأقمار الصناعية  وبالصوت  والصورة  لكنها تبقى للأسف جريمة بلا محاسبة ولا عقاب  وبلا نجدة  وبلا خجل.ويتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة  الى حدود  لاتطاق، مايلقي بمسؤولية كييرة على المجتمع الدولي  ليتحرك ويوقف الإجرام الصهيوني الخبيث. ما يضع العالم  امام سؤال جوهري  وآختيار واضح بان كرامة  ودم الفلسطيني  ليست اقل شأنا وكرامة من دماء شعوب أخرى. وامام هذا الوضع اللاإنساني الذي تعيشه غزة. نتساءل : إلى متى سيبقى  العلم يغمض عينيه عن الجرائم  الصهيونية غير الآدمية. وإلى متى سيترك أطفال غزة  وحدهم  في مواجهة  الجوع والموت؟
إن ما يقع في قطاع غزة هو مرآة  تعكس سقوطا مدويا لمنظومة القيم التي لازال المجتمع الدولي يتغنى بها.
إن صمت العالم المخزي اليوم  لايحاصر غزة  وحدها بل يحاصر قيم الحضارة  الإنسانية  ذاتها.كما يوضح بان العالم يحكمه قانون الغاب والقوة  وحدها. 
إن المساعدات الإنسانية موجودة  وفرق الإغاثة  مستعدة لتوزيعها لكن صانع القرار الأمريكي الإسرائيلي  غير معني إلا بالرهائن والقضاء على حركة حماس.  وتجدر الإشارة، ان اليمن هو البلد الوحيد الذي اصبح يثأر للقتلى الفلسطينيين  بإطلاق صواريخ  على الكيان الإسرائيلي  وضرب كل قطعة بحرية إسرائيلية  في البحر الاحمر.
خليل البخاري،  أستاذ مادة الإجتماعيات