Wednesday 16 July 2025
اقتصاد

مركز كافراد يناقش دور الإدارات العمومية في تطبيق حكامة ذكية لإقلاع الدول الإفريقية

مركز كافراد يناقش دور الإدارات العمومية في تطبيق حكامة ذكية لإقلاع الدول الإفريقية مدير مركز كافراد الى جانب وزيرة الانتقال الرقمي ورئيسة المنتدى ومشاهد من المنتدى الوزاري الإفريقي
سلّط المنتدى الوزاري الإفريقي السادس عشر، الذي ينظّمه المركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري من أجل الإنماء بمقره بالرباط يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، الضوء على الأهمية الحاسمة للقيادة في تحديث الإدارات العمومية وتطبيق حكامة مسؤولة. وتُعدّ هذه الديناميكية جزءًا من السعي لتحقيق تحوّل هيكلي ومستدام للقارة الإفريقية، تحوّل مستقل وشامل ومتوافق مع أهداف التنمية المستدامة. ويتماشى هذا المنتدى مع الالتزامات الدولية، لاسيما ميثاق الأمم المتحدة من أجل مستقبل أفضل الذي اعتمدته في شتنبر 2024، ورؤية الاتحاد الإفريقي 2063، التي تتوخى إفريقيا متكاملة ومزدهرة وسلمية يقودها مواطنوها. كما أنها تعكس رؤية الملك محمد السادس القائمة على تعزيز التعاون جنوب-جنوب والتضامن الإفريقي والاستغلال الجماعي لموارد القارة.
وأجمعت المداخلات خلال المنتدى، أنه على الرغم من أن إفريقيا شهدت نموًا اقتصاديًا كبيرًا، إلا أنها لم تتمكن بعد من بدء تحول عميق. يسلط التشخيص الضوء على الإدارات التي لا تزال غير قادرة على التكيف، والنماذج التعليمية التي تحتاج إلى إعادة التفكير، وأنظمة الحكامة التي غالبًا ما تكون منفصلة عن القضايا المعاصرة.
تواجه القارة تحديات عالمية مثل تغير المناخ، والتحول في مجال الطاقة، وتضاؤل الموارد، وتزايد عدم المساواة، والتحضر السريع.
في مواجهة هذه الاضطرابات، هناك حاجة إلى نموذج إنمائي جديد، يركز على البيئة والابتكار. محورها الإنسان، وأخلاقية، واستعرضت وثيقة تطور مفهوم التنمية المستدامة، لاسيما من خلال القمم البيئية العالمية، والاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس، وقرارات الأمم المتحدة الرئيسية مثل خطة عمل أديس أبابا.
وتؤكد على أن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر يجب أن يكون منهجيًا ومتقاطعًا وشاملًا، ويدمج خمسة أبعاد رئيسية: الناس، والازدهار، والكوكب، والسلام، والشراكات. يُعَدّ التعليم والتدريب وتنمية القدرات ركائز هذا التحول. والهدف هو إعداد قادة قادرين على العمل في عالمٍ مُعقّدٍ ومُتغيّرٍ باستمرار، من خلال إتقان نماذج اقتصادية جديدة (اقتصادات خضراء، ورقمية، ودائرية، واجتماعية، وتضامنية)، مع دمج قيم المسؤولية والمرونة والتضامن.

قضايا المنتدى الوزاري الإفريقي حول تحديث الإدارة العمومية ومؤسسات الدولة
قبل خمس سنوات من انتهاء خطة سنة 2030، لا تزال إفريقيا متأخرة بشكل مثير للقلق في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. أقل من 6% من الأهداف القابلة للقياس تسير على الطريق الصحيح لتحقيقها في القارة، وتشير الاتجاهات إلى تزايد خطر الركود، أو حتى التراجع، في العديد من الأهداف الرئيسية، بما في ذلك الحد من الفقر (الهدف الأول)، والأمن الغذائي (الهدف الثاني)، والعمل المناخي (الهدف الثالث عشر)، والحكامة (الهدف السادس عشر). إن نقص الموارد، والصراعات، والتفاوتات الهيكلية، وعدم كفاية البيانات الإحصائية، وفوق كل ذلك، الأزمة العميقة في الحكم والقيادة، كلها عوامل تعوق عملية التحول بشكل كبير.

يتمثل الهدف العام للمنتدى في تعزيز قدرات صناع القرار الأفارقة من خلال تزويدهم بالأدوات المفاهيمية والاستراتيجية والتشغيلية اللازمة لدفع الحكامة العمومية المسؤولة وتسريع تنفيذ خطة 2030 (أهداف التنمية المستدامة) وخطة الاتحاد الإفريقي 2063. والهدف هو تدريب جيل جديد من القادة الأفارقة الجريئين وواضحي الرؤية والتحويليين القادرين على قيادة الإصلاحات الهيكلية وتحديث الإدارات العمومية بهدف التنمية المستدامة الشاملة.

الأهداف المحددة في نهاية المنتدى
سيتمكن المشاركون من:
*إتقان أسس وتحديات وأدوات تنفيذ التنمية المستدامة في إفريقيا.
*فهم مناهج جديدة للتنمية في بيئة معقدة ومتغيرة.
*إدراك الدور المحوري للقيادة الأخلاقية والمرنة والتحويلية في حكامة التنمية.
*تطوير المهارات البشرية والاجتماعية والعاطفية والمعرفية اللازمة لقيادة التغيير.
*تبني أسلوب قيادة فعّال، يتلاءم مع الحكامة المسؤولة والبناء المشترك للسياسات العمومية.
*تحديد العقبات والروابط التي تحول دون التنفيذ الفعال لأهداف التنمية المستدامة في المؤسسات العمومية.
*اقتراح حلول عملية ومبتكرة للتغلب على العقبات وتسريع التقدم.
*وضع وإدارة سياسات ومشاريع هيكلية تتعلق بأهداف التنمية المستدامة وأجندة 2063.
*تعزيز الحكامة العمومية المنفتحة والشاملة القائمة على الحوار والمشاركة والشفافية.


في الختام، دعا هذا المنتدى إلى صحوة جماعية وإصلاح شامل للمؤسسات العمومية الإفريقية. ويعزز قيادة متجددة، مدفوعة بالرؤية والعمل، وقادرة على تلبية تطلعات الشعوب الإفريقية وجعل إفريقيا فاعلا مؤثرًا على الساحة العالمية. لذا، يتطلب نجاح أهداف التنمية المستدامة تحولاً في الحكامة العمومية، وإعادة ابتكار التعليم، وتعزيز التعاون بين جميع أنحاء القارة.
وللإشارة، تمت تغطية هذا الحدث بشراكة مع مبادرة الإعلام الذكي لإفريقيا SmiAfrica.