يرى محسن الندوي، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية و العلاقات الدولية، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تمنح المزيد من الوقت لإسرائيل من أجل توجيه الضربات العسكرية لإيران ، من أجل إخضاعها للشروط الأمريكية فيما يتعلق بالمفاوضات المتعلقة بسلاحها النووي، مضيفا بأن الحرب قد لا تسير وفقا لما تتوقعه أمريكا، فإيران قد ترد على الضربات بصواريخ جديدة نوعية تدك بها أماكن حيوية في إسرائيل، مما سيضغط على أمريكا للتفكير في حل سريع لوقف تبادل الضربات العسكرية بين الطرفين .
كيف تقرأ التوتر الحالي بين إسرائيل وإيران في ظل سعي الولايات المتحدةالأمريكية الى تحييد ايران وإضعافها كقوة اقليمية لصالح إسرائيل ؟
تُعد العلاقة بين إسرائيل وإيران واحدة من أكثر العلاقات تعقيدًا في الشرق الأوسط. يتسم هذا التفاعل بمزيج من الصراع الأيديولوجي، والتنافس الجيوسياسي، وتعود هذه العلاقة إلى ما قبل الثورة الإيرانية حيث كانت مرحلة التعاون الاستخباراتي والعسكري والتحالف ضد القومية العربية،
أما بالنسبة لمرحلة ما بعد الثورة الإيرانية عام 1979، فاتسمت بعداء إيران العلني ضد إسرائيل، كما دعمت إيران الحركات الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي، ورفعت شعار تحرير القدس كأحد أهداف الثورة.كما دعمت حزب لله في لبنان باعتباره نقطة توتر رئيسية مع إسرائيل، وزاد تطور البرنامج النووي الإيراني من حدة التوتر بين البلدين، إذ تعتبر إسرائيل أن حصول إيران على سلاح نووي يمثل خطرًا وجوديًا عليها.
ومع تزايد التغيرات الجيو استراتيجية بالمنطقة العربية، تسعى إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة عبر "الهلال الشيعي"، بينما تعمل إسرائيل على بناء تحالفات مع دول عربية لمواجهة هذا النفوذ.
ومع قرب توصل إيران إلى الحصول على قنبلة نووية، بادرت إسرائيل بضربتها العسكرية، من أجل محاولة تدمير المنشآت النووية الإيرانية وتصفية الخبراء والقيادات العسكرية المرتبطة بدائرة الصناعة النووية، لكن يبدو أنها تفاجأت برد فعل عسكري من إيران أقوى مما توقعته، مما حول الوضع من ضربة عسكرية تخويفية إلى بداية حرب مستعرة بين الطرفين.
أما بالنسبة لأمريكا التي تعتبر أن إسرائيل حليفتها الأبدية، ما فتئت تضغط على إيران للجلوس على طاولة المفاوضات للتخلي عن صناعة القنبلة النووية حتى تصبح المنطقة العربية خالية من أي تهديد وجودي لإسرائيل.
لذلك قد تمنح المزيد من الوقت لإسرائيل بتوجيه الضربات العسكرية لإيران، حتى تخضع إيران للمفاوضات بشروط أمريكا، لكن ذلك قد لا يكون كما تتوقعه أمريكا وإسرائيل قد ترد إيران بصواريخ جديدة نوعية تدك بها أماكن حيوية في إسرائيل، مما سيضغط على أمريكا للتفكير في حل سريع لوقف تبادل الضربات العسكرية بين الطرفين وقد تكون روسيا أيضا معنية بهذا الموضوع، لمساعدة أمريكا في الضغط على إيران لوقف الضربات على إسرائيل لأن إيران يبدو أنها أحست بالحرج الشديد مع الرأي العام الداخلي والخارجي في الاختراق الأمني والاستخباراتي لتصفية القادة العسكريين والعلماء النوويين وقد يصلون إلى المرشد الأعلى.
ماهي تداعيات هذا التوتر على الأمن الإقليمي وعلى خريطة الشرق الأوسط وعلى القضية الفلسطينية ما بعد معركة طوفان الأقصى؟
نعلم أن القدرات الإسرائيلية مستنزفة ومنهكة في الحرب منذ طوفان الأقصى 7 أكتوبر من 2023، لكن إيران لم تدخل إلى الحرب منذ يومين فقط، بهذا المعنى فإيران مازالت طرية في تدخلاتها مقارنة بإسرائيل التي فتحت جبهات من بداية طوفان الأقصى مع حماس وحزب لله والحوثيين باليمن والان مع إيران، والتساؤل الاستراتيجي الذي يطرح؟ ماذا لو فشلت إسرائيل في تدمير القدرات النووية الإيرانية ؟ بمعنى ان تكون هذه المنشآت النووية محصنة جيدا. وماذا لو توصلت إيران إلى أسلحة نووية؟
ولنطرح تساؤل استراتيجي آخر ماذا لو قضت إسرائيل على القدرات النووية لإيران؟ هل سينعكس إيجابا على القضية الفلسطينية وعلى الأنظمة العربية؟
في نظري، أن الأمة العربية ضعيفة في الزمن الحالي، ينفعها توازن القوى بين ايران واسرائيل أفضل من انتصار أحدهما على الآخر انتصارا ساحقا، فمعناه ان الدور سيأتي على الأمة العربية في إطار توسيع المشروع الاقليمي للمنتصر منهما .
نعلم أن القدرات الإسرائيلية مستنزفة ومنهكة في الحرب منذ طوفان الأقصى 7 أكتوبر من 2023، لكن إيران لم تدخل إلى الحرب منذ يومين فقط، بهذا المعنى فإيران مازالت طرية في تدخلاتها مقارنة بإسرائيل التي فتحت جبهات من بداية طوفان الأقصى مع حماس وحزب لله والحوثيين باليمن والان مع إيران، والتساؤل الاستراتيجي الذي يطرح؟ ماذا لو فشلت إسرائيل في تدمير القدرات النووية الإيرانية ؟ بمعنى ان تكون هذه المنشآت النووية محصنة جيدا. وماذا لو توصلت إيران إلى أسلحة نووية؟
ولنطرح تساؤل استراتيجي آخر ماذا لو قضت إسرائيل على القدرات النووية لإيران؟ هل سينعكس إيجابا على القضية الفلسطينية وعلى الأنظمة العربية؟
في نظري، أن الأمة العربية ضعيفة في الزمن الحالي، ينفعها توازن القوى بين ايران واسرائيل أفضل من انتصار أحدهما على الآخر انتصارا ساحقا، فمعناه ان الدور سيأتي على الأمة العربية في إطار توسيع المشروع الاقليمي للمنتصر منهما .
هل سنعيش نفس السيناريو العراقي أم أن إيران قادرة على صد الهجوم الإسرائيلي واتباث ذاتها كقوة اقليمية؟
فإن سيناريو إيران ليس هو العراق، فإيران لها أذرع في المنطقة في لبنان واليمن وأيضا بالعراق.
إن سيناريو الحرب الطويلة، وهو سيناريو مستبعد قد تجعل إيران تعمد إلى إغلاق مضيق هرمز، مما سيقيّد حركة النفط بشكل أكبر، من جهة أخرى إذا تدخلت عسكريا امريكا وبريطانيا ودول غربية وربما بعض الدول العربية ”الغبية” فإن روسيا والصين وباكستان وربما كوريا الشمالية قد تتدخل ايضا في إطار تحالف الشرق ضد تحالف الغرب وأذرع إيران بالمنطقة ستضرب القواعد العسكرية الامريكية، مما ينذر آنذاك بنشوب حرب عالمية حقيقية وسيزيد ارتفاع الاسعار تعقيدا سيزيد من التضخم في نظام اقتصادي عالمي يعاني أصلًا من أعباء حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها دونالد ترامب.
ولكنني أرى أن سيناريو الهدنة والمفاوضات وهو السيناريو الأقرب للتحقق، بأن تكون الضربات العسكرية المتبادلة لأيام فقط، وقد تتدخل امريكا لحفظ ماء وجه حليفتها خاصة إذا تشبتت إيران بالبرنامج النووي، او ربما قد تقرر إيران الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي، وقد تنسحب من الوكالة الدولية نفسها وذلك من أجل الهدنة والمفاوضات مع إيران وبرعاية روسية.
فإن سيناريو إيران ليس هو العراق، فإيران لها أذرع في المنطقة في لبنان واليمن وأيضا بالعراق.
إن سيناريو الحرب الطويلة، وهو سيناريو مستبعد قد تجعل إيران تعمد إلى إغلاق مضيق هرمز، مما سيقيّد حركة النفط بشكل أكبر، من جهة أخرى إذا تدخلت عسكريا امريكا وبريطانيا ودول غربية وربما بعض الدول العربية ”الغبية” فإن روسيا والصين وباكستان وربما كوريا الشمالية قد تتدخل ايضا في إطار تحالف الشرق ضد تحالف الغرب وأذرع إيران بالمنطقة ستضرب القواعد العسكرية الامريكية، مما ينذر آنذاك بنشوب حرب عالمية حقيقية وسيزيد ارتفاع الاسعار تعقيدا سيزيد من التضخم في نظام اقتصادي عالمي يعاني أصلًا من أعباء حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها دونالد ترامب.
ولكنني أرى أن سيناريو الهدنة والمفاوضات وهو السيناريو الأقرب للتحقق، بأن تكون الضربات العسكرية المتبادلة لأيام فقط، وقد تتدخل امريكا لحفظ ماء وجه حليفتها خاصة إذا تشبتت إيران بالبرنامج النووي، او ربما قد تقرر إيران الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي، وقد تنسحب من الوكالة الدولية نفسها وذلك من أجل الهدنة والمفاوضات مع إيران وبرعاية روسية.