في تعقيب لفريق التقدم والاشتراكية خلال الجلسة الأسئلة الشهرية للأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة الموجَّهَة إلى رئيس الحكومة، حول موضوع: "رهانات إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي"، قال النائب البرلماني حسن أومريبط، "كان من المفترض أن تتصدر قضية التعليم فعلياًّ أولوياتِ الحكومة، التي رفعت "الدولة الاجتماعية"، كشعارٍ فقط، في حين أنَّ الأمر يتعلقُ بالتزامٍ فكريٍّ وسياسي وعملي، يضـعُ الإنسان، وليس الربح، في صلبِ السياساتِ التنموية.
وأضاف النائب البرلماني أن وَرْش التربية والتعليم ورشٌ مجتمعي مهيكل، وإصلاحُ المدرسة العمومية والاستثمار المُنتِج في مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة هُمَا المدخلُ الأساسُ لإرساء أُسُسِ المشروع المجتمعي لمغربٍ عادلٍ اجتماعيًّا، متضامنٍ مجاليا، ومزدهر اقتصاديا، ومن أجل ترسيخ المساواة وتكافؤ الفرص والجودة، ولتشجيع تعليمٍ مُـــتَشَبِّعٍ بالثقافة الديمقراطية الحداثية والتنويرية.
وزاد حسن اومريبط قائلا:"لقد كانت حكومتُكُم محظوظَةً بأنْ وَجَدَتْ أمامَهَا مرجعياتٍ جاهزةً لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وأساساً، وثيقةُ النموذج التنموي الجديد التي تنكَّرَتْ لها حكومتُكُم؛ ووثيقة الرؤية الاستراتيجية؛ والقانون الإطار باعتباره تعاقداً وطنياًّ يُلزِمُ الجميع، لكن تَظَلُّ مُعظمُ آلياتِهِ مُعَطَّلَةً أو متعثرةً على لائحة الانتظارات الطويلة في عهد هذه الحكومة التي تَدَّعي إنجازَ كل شيء بشكل غير مسبوق، في مقابِلٍ مُنجزٍ متواضِع وواقعٍ صَعب يُكَذّبُ هذا الاستعلاءَ غير المسبوق".
وأفاد المتحدث ذاته أن معالجة أعطاب التعليم يتطلب، من بين ما يتطلبُه، استقرارَ وانتظامَ وَتِيرَةِ الإصلاح، والبِناء على التراكُم، موجها خطابه لرئيس الحكومة:" لكنكم اخترتُم تضخيمَ وتَعوِيمَ المرجعيات، فأضَفْتُم خارطة طريقٍ، وغَيَّرتُم وزيراً بوزير، لتستمر دَوَّامَةُ إصلاحِ الإصلاح... دون جدوى ولا معنى، اللَّهُــمَّ ما صار يـثَـارُ من تخوفاتٍ مجتمعية حقيقيةٍ حول مصير المرفق العمومي المتمثِّل في المدرسة العمومية، باعتبارها ضَمانةً للولوج الفعلي إلى الحق الدستوري والكوْني في التعليم.
وفي انتقاد لعمل الحكومة، قال النائب البرلماني:" عندما نقول لكم إن حكومتَكُم فشلت، فإننا لا نقول ذلك افْتِراءً أو تَشَفِّياًّ أو لأننا مسرورون بذلك، بل نقول ذلك بألَمٍ وحسرة، وبِحسِّ تنبيهي مسؤول، لأنَّه لا أحد يتمنى الفشل لحكومةِ بلاده. وهو فَشَلٌ مؤكَّدٌ ومسنودٌ بأرقامٍ رسمية، من غير المقبول التهجُّمُ عليها أو الانزعاجُ من الانتقاداتِ المرتكِزةِ عليها، والمعيارُ البسيطُ والفاصِلُ في تقييمِنا هو تلك الالتزاماتٌ التي أوردتموها في البرنامج الحكومي: فلقد التزمتُم بتصنيف بلادنا ضمن أحسن 60 بلداً عالميا من حيثُ التعليم، لكنكم أخفقتُم في ذلك بشكلٍ ذريع؛ والتزمتُم بإعادة النظر في البرامج والمناهج والمقررات الدراسية؛ لكنكم لم تقتربوا من هذا الملف الإصلاحي الجوهري أبداً. كما لا تزالُ تغطية المدارس من حيثُ تدريسُ اللغة الأمازيغية ضعيفةً للغاية؛ التزمتم بزيادة 2500 درهم صافية في أجرة نساء ورجال التعليم، منذ بداية مسارهم المهني، لكنكم تَنَكَّرتُم لذلك، ولم تستجيبوا إلا جزئياًّ، بعد الاستخفافِ والارتباك أمام احتجاجاتٍ تاريخية، على مدى شهور، لأصحاب أنْبلِ وأَشـرَفِ المهن على الإطلاق. كما لجأتم إلى تسقيفٍ إقصائي وغير علمي لِسِنِّ وُلوج مِهَنِ التدريس في 30 سنة.