بأسلوب وطريقة سلسلة وهادئة، وبعيدا عن استعراض القوة، عكس ما تتبعناه وشاهدناه في مجموعة من المدن، انطلقت بمدينة اليوسفية عملية تحرير الملك العمومي بعد إشعار أرباب المقاهي والمحلات التجارية من طرف السلطات المحلية التي عقدت اجتماعات تواصلية مع كل من يعنيه أمر تحرير الملك العمومي المحتل.
في جولة خاطفة لجريدة "أنفاس بريس" بأهم شوارع مدينة الفوسفاط، صادفنا عدة ملاكين وأشخاص يكترون بعض المقاهي أو محلات تجارية بالحي المحمدي والحي الحسني يباشرون بتلقائية دون حضور القوة العمومية، عملية تفكيك أسقف بلاستيكية مثبتة بسواري وقضبان حديدة، حيث انتعشت اليد العاملة المتخصصة في مهن القصدرة والمطالة "سُودُورَاتْ".
في سياق متصل أكد مصدر من السلطات المحلية بمدينة اليوسفية لجريدة "أنفاس بريس" أن عملية التواصل مع كل المعنيين بتحرير الملك العمومي من تجار وأرباب مقاهي، أعطت أكلها من خلال الحوار المبني على الثقة وتفعيل القوانين ذات الصلة على الجميع دون استثناء.
وسجلت الجريدة ارتياح العديد من المواطنات والمواطنين الذي سيتمكنون من المشي رفقة اطفالهم بحرية ودون مضايقات واستفزازات على أرصفة الطرقات بذات الشوارع التي كانت تشكل عرقلة حقيقية للراجلين.

في هذا السياق اعتبر فاعل مدني يشتغل بقطاع الفوسفاط أن "عملية تحرير الملك العمومي وفق الضوابط والإجراءات القانونية ستعيد للمواطن اليوسفي حقه في استغلال الممرات المخصصة للراجلين، التي كانت محتلة عنوة من طرف بعض أرباب المقاهي وبعض التجار الذين كانوا يتباهوا بقربهم من مدفئة السلطة"
وأشاد نفس المتحدث بـ "عملية تحرير الملك العمومي التي انطلقت بالعديد من مساحات الأملاك العمومية المحتلة، والأماكن المستغلة عشوائيا بطرق ملتوية، سواء بالأحياء الشعبية أو وسط المدينة، دون استعمال القوة وآليات التدمير التي عرفتها بعض المدن"، وشدد على "أهمية تعزيز البنية البيئية ذات الصلة بالملك العمومي وتحويلها لمناطق خضراء كبنية استقبالية لكافة الساكنة"
علاقة بهذه العملية أكدت مصادر الجريدة بأن السلطات المحلية بالملحقة الإدارية الثانية والثالثة لم تجد أدنى صعوبة في التواصل والحوار مع المعنيين بتحرير الملك العمومي، حيث لم تسجل أدنى اعتراضات أو مواجهات بين المحتلين والمسؤولين، وكانت الإستجابة سريعة، والتفاعل إيجابي خصوصا بعد تحديد أجل لإخلاء الملك العمومي.
وعلمت الجريدة أن آخر أجل للتفاعل مع توجيهات السلطات المحلية لإخلاء الملك العمومي هو يوم 21 ماي 2025، وفي هذا الصدد أوضح أحد الفاعلين الجمعويين للجريدة بقوله: "الِّلي فَرَّطْ يْكَرَّطْ. اليوم كَنْعِيشُوا لحظة تطبيق قانون تحرير الملك العمومي، والسلطة منحت الوقت الكافي لمن يعنيهم الأمر، وقامت بواجبها، وعلى من يحتل الملك العمومي أن يبادر إلى تحريره قبل فوات الأوان" .
ومن المعلوم أن هناك استراتيجية دقيقة ورؤيا سلسلة، تشتغل بها السلطات المحلية بمدينة اليوسفية من أجل وضع تصور عام يتعلق بنوعية "دَايْزْنْ" أسقف لبلاستيك الصلب، ولونه ومقاييسه، واحترام الأمتار المخصصة للمسافة الفاصلة بين الرصيف والممرات المخصصة للراجلين وفق الضوابط القانونية.