Thursday 1 May 2025
منوعات

في وجه التوتر: كيف ندعم أطفالنا كأهل؟

في وجه التوتر: كيف ندعم أطفالنا كأهل؟ نصائح ذهبية للأهل لاحتواء أطفالهم في لحظات التوتر
رغم أن الخوف يعد آلية دفاعية طبيعية تحمي الإنسان من المخاطر، إلا أنه قد يتحول إلى عبء نفسي إذا تجاوز الحدود المحتملة، لا سيما لدى الأطفال والمراهقين الذين يواجهون ضغوطًا نفسية أكبر من ذي قبل، نتيجة الأزمات العالمية ومتطلبات الأداء المدرسي.
 
الخبيرة النفسية إليزابيث رافاوف تناولت في دراساتها تصاعد مشاعر القلق لدى الجيل الجديد، مشيرة إلى أن "مخاوف الكبار تسللت إلى عالم الصغار"، إذ صار الأطفال يخافون من الحروب، والتغير المناخي، والانقراض، وحتى من التهجير. وتضيف أن هذه المخاوف تنضم إلى قلق دائم لدى الشباب حول الفشل، العزلة، والاندماج في العالم الرقمي.
 
وتشرح رافاوف أن الشعور بالخوف غالبًا ما يرتبط بالإحساس بالعجز، ما يدفع الأطفال إلى محاولة فرض السيطرة على الأمور من خلال السعي للكمال. وتوضح أن ضغط الدراسة هو أحد أبرز مسببات القلق لديهم، حيث يرتبط لدى كثير منهم بمشاعر الذعر وخفقان القلب.
 
وتؤكد رافاوف أن القلق ليس سلبيًا دائمًا، بل قد يكون بمثابة جهاز إنذار داخلي يساعد على التقييم الذاتي، شرط أن نعي مصدره. وتدعو الآباء إلى التحاور مع أطفالهم بشأن المخاوف الكبرى كالحروب أو المناخ، وتشجيعهم على اتخاذ خطوات صغيرة إيجابية، مثل المشاركة في أعمال تطوعية، لتعزيز الشعور بالقدرة والمسؤولية.
 
وعن المؤشرات التي تنذر بوجود قلق نفسي لدى الأطفال، تنبه رافاوف إلى تغيّرات مثل الانسحاب الاجتماعي، فقدان الشهية، اضطرابات النوم أو تغير في التصرفات. وتوصي بالتواصل الحواري الهادئ كوسيلة لفهم ما يمر به الطفل دون إصدار أحكام.
 
وأخيرًا، تشدد على أهمية منح الأطفال مساحة للتعبير والمشاركة، معتبرة أن احترام آرائهم وتمكينهم من اتخاذ مبادرات صغيرة يمنحهم الثقة ويعزز لديهم الإحساس بالقوة والقدرة على مواجهة العالم.