الأحد 19 مايو 2024
تكنولوجيا

لحسن كرام: ثورة الذكاء الاصطناعي.. هذه هي التحديات التي سيواجهها المغرب

 
 
لحسن كرام: ثورة الذكاء الاصطناعي.. هذه هي التحديات التي سيواجهها المغرب لحسن كرام
قال لحسن كرام، مدير مؤسسةData Corporation للحماية المعلوماتية والتحصين السيبراني، إن الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي فتحت مجالات واسعة للاستثمار والتطوير، من أجل خلق تطبيقات تُعزّز كفاءة مختلف القطاعات وتُحسّن جودة الحياة.
وأوضح لحسن كرام، في حوار مع "أنفاس بريس"، أهم التحديات الناتجة عن ثورة الذكاء الاصطناعي التي سيواجهها المغرب كباقي المجتمعات العالمية الأخرى. مؤكدا على أن فوائد الذكاء الاصطناعي تحفز للاستمرار في تطويره وتوظيفه بشكل مسؤول.
 
بداية ماهو الذكاء الاصطناعي، وكيف تشخص واقع ومستقبل الذكاء الاصطناعي؟
في خضم التطورات التكنولوجية المتسارعة، يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الثورات التي تُشكّل حاضرنا وتُحدد ملامح مستقبلنا وببساطة، يُمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه فرع من علوم الكمبيوتر يُعنى بإنشاء أنظمة ذكية قادرة على محاكاة القدرات الذهنية البشرية وتشمل هذه القدرات التعلم، والاستدلال، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، وفهم اللغة الطبيعية، والتفاعل مع العالم المحيط، وإلا فالتعريف العلمي مقعد سنتطرق إليه خلال الحوار المصور على قناة أنفاس.
لقد فتحت هذه الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي مجالات واسعة للاستثمار والتطوير، ساعيةً لخلق تطبيقات تُعزّز كفاءة مختلف القطاعات وتُحسّن جودة الحياة.
ففي مجال الرعاية الصحية مثلا يساهم الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض بدقة متناهية، وتحليل الصور الطبية، وتطوير أدوية جديدة، وإجراء الجراحات بدقة عالية باستخدام الروبوتات؛
أما في مجال النقل، فيُتيح لنا الذكاء الاصطناعي قيادة سيارات ذاتية القيادة، وتحسين أنظمة إدارة المرور، وتقليل استهلاك الوقود.
وفي عالم التمويل، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لمكافحة الاحتيال، وتحليل المخاطر، واتخاذ قرارات الاستثمار الآمن.
ويمتد تأثير الذكاء الاصطناعي ليشمل قطاع التصنيع، حيث يُساهم في إنجاز المهام، وتحسين جودة الإنتاج، وتقليل التكاليف.
وفي مجال الزراعة، يُساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين المحاصيل، ومكافحة الآفات، وإدارة الموارد المائية بكفاءة.
ولم يغب التعليم عن ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث يُمكن لهذه التكنولوجيا تخصيص التعلم لكل طالب، وتقييم مستواه بدقة، ومساندة المعلمين في عملهم.
 
لكن، فيما يتعلق ببلادنا، ما هي أهم التحديات الناتجة عن ثورة الذكاء الاصطناعي التي سيواجهها المغرب؟
بالطبع، تُثير هذه التكنولوجيا المتقدمة بعض المخاوف، أهمها:
فقدان الوظائف: قد يؤدي إنجاز المهام بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الوظائف في بعض القطاعات، خاصة تلك التي تعتمد على المهام المتكررة؛
نسبة الخطأ : قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي بعض الأخطاء الموجودة في البيانات والنماذج التي يتم تدريبها عليها، مما قد يُؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مُنصفة؛
سوء الاستخدام: تُثير إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض ضارة، مثل شنّ الهجمات الإلكترونية أو نشر المعلومات المضللة، قلقًا كبيرًا؛
وحتى لا أساهم في صناعة الخوف أكتفي بهذه التحديات التي سيواجهها المغرب مستقبلا كباقي المجتمعات العالمية الأخرى، ومع ذلك، تبقى الفوائد الجمة للذكاء الاصطناعي مُحفّزة للاستمرار في تطويره وتوظيفه بشكل مسؤول.
ففي ظلّ هذه التحديات، تبذل الدول الصناعية العديد من الجهود لضمان استخدام أخلاقي للذكاء الاصطناعي يُراعي القيم الإنسانية ويُحافظ على كرامة الإنسان وحقوقه.
 
ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي بالمغرب؟
من المتوقع أن يُصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وسيُشكل بيئة عمل ذكية، ويُقدم حلولًا مبتكرة لمختلف المشكلات، ويُساهم في تحقيق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة.
ولكن، يبقى مسار هذه الثورة مرهونًا بقدرتنا على توجيهها نحو الخير واستخدامها لخدمة الإنسانية، مع الحرص على معالجة التحديات التي تُواجهنا.
فهل نحن كمغاربة مستعدون لركوب موجة ثورة الذكاء الاصطناعي وبناء مستقبل أفضل؟