الجمعة 3 مايو 2024
كتاب الرأي

أنور الشرقاوي: طفح الكيل

أنور الشرقاوي: طفح الكيل أنور الشرقاوي
تأملات ناج من جحيم الإكتئاب 
 
أحك وأخدش وأ هرش لدرجة فوران الدم.... 
ومع ذلك أستمر في الحفر والإمتعاض والندب 
 
كل احبتي واصدقاءي من حولي يتوسلون واحة وجيزة من الراحة .
 
 كانني مغيب او مخدر.
 أزيد في الرثاء والعويل والحك على الدمل
 
صوت بداخلي يترجاني أن ارفع قدمي على الدواسة. 

رغم التوسل الغيبي استمر في الضغط الغير مبالي 
 
شريكتي على وشك الاختناق. الدموع تنز من مقلتيها. 
 
الغضب على وشك الانفجار من حلقها.
 مرفوعة الهامة تسعى للتحكم في حنقها حتى لا تنحني لبكاء على الابواب 
 
لكن لقد طفح الكيل.
 
زمجرت بنبرة صارمة  "كفى".
 
اوهمتهم واوهمت نفسي انني  أخفف من قبضتي. 
 
إنها مجرد خدعة غير إرادية مني 
 
بدون وعي.
 
اعود و"أحك على الدبرة" ......   اشدد تحريك الرمح داخل الجرح 
 
لم تقدر زوجتي على  التحمل. تغادر المكان.
 
اظل وحيدا وسجينا لأفكاري اللءيمة 
 
لم اكن امثل او اداهن.  نيتي صادقة .
 
هي محاولة مني لفتح الحوار والحديث مع الآخر. 
 
إنني اعاني بصمت في وحدتي ويأسي 
 
همي وتطلعي ان اتحرر من الغم  في نفسي. انها شياطيني تتربص بي وتخنقني
 
خلاصي الوحيد الإفتراضي. رفيقي في غرفة المعيشة هو  جهاز التلفاز.
 
 أتحدث معه.
 
 يمكنني ان اقبل الاستماع إليه
كما يمكنني ان ارفض. 
آلة التحكم عن بعد بيدي. 
 
لي كل الصلاحيات بأن اتابع  برامجه اولا. 
القصد هو انه يرافقني وانا الحاكم. 
إنه وهم السلطة التي افتقدتها. 
 
رغم تشتت انتباهي.
 التلفاز  يسمح لي بالمتابعة بدون اجهاد او تفكير
 
إنه يجعلني أشعر وكأنني "داخل" الاطار.
 اعيش حياتي لحظة بلحظة. 
 
في حين انني خارج المشهد. 
لا اعي لا حاضري ولا المحيط الداءر حولي 
 
تلفزيوني هو ملجأي الافتراضي. مقياس الأحاسيس التي تراودني 
أرتعد عندما يتعثر البطل..
 أضغط على معصمي عندما يفلت المقود من يدي الشابة الهاربة من مجرم يتعقبها 
 
تغرورق عيناي بالدموع عندما تتلوى بطلة الفيلم من الألم.
 
الأخبار الآنية والمتتالية لا تهمني. 
 
أرفض أن أكون داخل هدا الزمن الخبيث. 
 انشد الإبتعاد عن كل المجالات الحانية. 
 
اسعى غيابيا إلى  صد الابواب  على  هذا الواقع الذي أخشى مواجهته.