كل يوم تنفق الخزينة العامة 685.000 درهم لأداء أجور حوالي 300 من أطر الشركة الوطنية للطرق السيارة (Agents de maîtrise et cadres)، لا لشيء إلا لكي تسهر شركة الطرق السيارة على راحة مستعملي الأوطوروت بالمغرب من جهة، وتسهر على حسن تتبع سير الأوراش المبرمجة لتنفذ في أحسن الظروف وفي الآجال المعقولة تفاديا لخلق المتاعب للسائقين من جهة ثانية.
للأسف هذه التحملات المالية الباهضة للخزينة العامة، يقابلها ضعف أداء شركة الطرق السيارة (وخاصة فرعها ADM projet)، التي تتفرج على تعذيب أزيد من 70.000 سائق يستعمل الأوطوروت ببن الدارالبيضاء ومطار محمد الخامس كل يوم، بسبب بطء الأشغال وتأخرها، فضلا عن تعقد التشوير مما يخلق اختناقات مرورية رهيبة كل يوم. (للمقارنة تعبر محطة الأداء بوزنيقة 60 ألف مركبة بالكاد، يوميا).
ذلك أن الأوطوروت المتجهة من البيضاء إلى مطار محمد الخامس، رغم قصر مسافتها (حوالي 15 كلم من باراج سيدي معروف)، فإنها تعد الشريان الأساسي بالمغرب ككل. فهذا المقطع يربط بين شمال المغرب وجنوبه، على اعتبار أن معظم التراقصات والتنقلات اليومية تتم عبر هذا المحور من جهة، كما أن أوطوروت مطار محمد الخامس تعد الشريان الرابط بين أهم المناطق الصناعية الموجودة بمنطقة المطار «سابينو»، أو تلك الموجودة في برشيد وسطات وبوسكورة1 وبوسكورة2 وأولاد صالح وليساسفة وسيدي معروف من جهة أخرى. هذا دون استحضار 5000 مسافر يستعملون مطار محمد الخامس للذهاب إلى الخارج كل يوم، يضاف لهم المغاربة المتجهين برا صوب مراكش وأكادير.
ورغم حيوية هذا المقطع المفروض أن يشهد استنفارا من قبل شركة الطرق السيارة وفرعها (ADM projet)، لإتمام الأشغال في أسرع وقت، نجد الشركة تلجأ إلى تبني الأشكال المتكلسة والبيروقراطية في إدارة الأوراش عملا بقولة «رخاها الله!»، وكأنها تنجز عمارة في أرض خالية في صحراء مقغرة ليس فيها بشر ولا رواج ولا دينامية حضرية قوية ولا مطار ولا مناطق صناعية ولا عاصمة اقتصادية تنتج ثلث الناتج الداخلي الخام للمملكة!.
وإذا أضفنا إلى هذه العذابات، ما يعانيه المواطن وسط الدار البيضاء من اختناق وتوتر بسبب بطء الأوراش وعدم إنجازها داخل أجل زمني قياسي، يحق لنا أن نرفع شعار: «جيبوا لينا الشينوا لتحرير طريق مطار محمد الخامس ولتدبير الأوراش بكازا». فالشركات الصينية تنجز الأوراش المعقدة (من قناطر وسدود وطرق وأنفاق وجسور عليا، الخ....) في رمشة عين، وفي تناغم تام بين صاحب الورش والمقاولة المكلفة بالإنجاز ومكتب الدراسات والمختبر والجهاز المكلف بالمراقبة والتتبع.
مونديال 2030 على الأبواب.. وبدل أن يكون المونديال فرصة للقطع مع الارتجال في انجاز الأوراش بالمغرب، نجد الدولة لا تتململ للضرب على كل متلاعب براحة ورفاهية عيش المغاربة ولزجر كل من يخدش صورة المغرب.
اللهم اشهد!
اللهم اشهد!