الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

وزارة الثقافة تتجاهل ثقافة الولوجيات بالمعرض الدولي للكتاب

وزارة الثقافة تتجاهل ثقافة الولوجيات بالمعرض الدولي للكتاب مهدي بنسعيد وزير الثقافة، ومشهد لغياب الولوجيات بأروقة المعرض الدولي
هي فئة تمثل تقريبا 7٪؜ من مجموع المغربيات والمغاربة، يتجاوز عددهم/هن 2,2 مليون شخص، حسب نتائج بحث وطني رسمي يعود لسنة 2016. إنهم مواطنات ومواطنون مغاربة يعيشون في وضعية إعاقة، قد تحد من فعلية ولوجهم إلى كافة الحقوق التي يكفلها لهم الدستور والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
الحق في الثقافة والحق في المشاركة هي واحدة من الحقوق الأساسية المكفولة لهذه الفئة بالمغرب. مناسبة هذا التقديم احتضان عاصمة المملكة الرباط للنسخة 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي ارتأينا أن تكون مناسبة لموقع " أنفاس بريس"  لتقييم أولي لمدى ضمان حد أدنى يسمح لهذه الفئة من الاستفادة من الخدمات المتعلقة بالكتاب والمشاركة الفعلية في نشاط ثقافي بامتياز، خاصة بالنظر إلى أن أسرة واحدة من بين أربع أسر مغربية المغرب معنية بالإعاقة، أي 24،5 في المائة من مجموع عدد الأسر. وهو ما يفسر الحرص على إجراء هذا التقييم في تظاهرة دولية كبرى تحتضنها عاصمة المملكة.
هي إذن جولات قمنا بها لمختلف الأروقة والممرات بمعرض الرباط لنتبين مدى حرص الوزارة الوصية والعارضين على الضمان الفعلي لحق الاشخاص في وضعية إعاقة في المشاركة والثقافة والكتاب.
ظاهريا، كما بدا أولا لفريق " أنفاس بريس" ، أن هناك حد أدنى للولوجيات… لكن الشيطان يكمن دائما في تفاصيل الأمور. 
عدد لابأس به من الأروقة لا تتوفر فيها أي ولوجيات. وبعد قليل تدقيق وتحليل للصور، تبين لنا أن عددا ليس بقليل من أروقة العارضين، ومن بينهم مؤسسات دسستورية!، توفر حد أدنى للولوجيات، على مستوى الشكل فقط. حيث إن الولوجية أو "منحدر الولوج" (La rampe d’accès pour les personnes en situation de handicap)، ليس ولوجا تماما. فلا يمكن حسب تقييمنا لأي شخص على كرسي متحرك أن يتجاوزه من دون مساعدة. أحيانًا كما لاحظ موقعنا، يستحيل استخدام مثل هذه "الولوجيات" المعيبة دون عناء، حتى وإن كان هناك "مرافق" يساعد للمساعدة في ذلك.
رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان: استثناء جميل يكرس واقعا صعبا، بعد أن تشكلت لدى فريقنا شبه قناعة بضعف ولوجيات أروقة معرض الرباط، شكلًا أو مضمونا، أو لنقل توفر بعض من حد أدنى، يسمح بضمان مشاركة الأشخاص في وضعية إعاقة بمهرجان الكتاب في نسخته ال 27، تصادفنا قبل مغادرتنا للجناح B, برواق يشكل الاستثناء بامتياز. إنه رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
بعد زيارة الرواق والتأكد من ولوجياته، ليس فقط بالنسبة لمستخدمي الكراسي المتحركة (les rampes d’accès)، بل أيضا بالنسبة للمكفوفين وضعاف البصر، من خلال توفير ولوجيات خاصة (les bandes de guidage)، قررنا المكوث بعض الزمن خلال ندوات المجلس. ليتعزز تقييمنا لريادة هذه المؤسسة الدستورية، خاصة بعد أن شهدنا حرصها على توفير لغة الإشارة بشكل دائم في كل ندوات الرواق. 
خمسة مترجمين متخصصين، كما عاين "أنفاس بريس" ، يتناوبون على ترجمة كل ما يقال برواق المجلس: مداخلات الخبراء والمؤلفين… والأهم أسئلة فئة الصم والبكم، من أجل إيصال "أصواتهم" وانشغالاتهم في قضايا تهمهم، مثل الحق في الصحة والمواطنة الرقمية والإعلام، على سبيل الذكر لا الحصر.
على أمل أن تشكل مبادرة المجلس الوطني لحقوق الإنسان مثالا يحتذى به بالنسبة لباقي المؤسسات وعلى أمل أن يحظى هذا الورش باهتمام وحرص وزارة وصية على الكتاب… غادرنا  اليوم فضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب وسؤل عالق لدى طاقمنا المشارك في هذا التقييم. هل نصل في القريب إلى نسخة من المعرض الدولي توفر، بالإضافة إلى كل الولوجيات الضرورية، كتبا ومؤلفات بلغة البرايل أو خدمات سمعية تضمن مساواة فعلية للجميع في الحق في المعرفة والكتاب والثقافة؟ ورش هو في صلب المسار الحقوقي والضمانات الدستورية والمواطنة الكاملة للجميع.