الخميس 25 إبريل 2024
خارج الحدود

بعد أن قضى تبون وطره منها.. تونس على أبواب المجهول !

بعد أن قضى تبون وطره منها.. تونس على أبواب المجهول ! الجنرال شنقريحة وعبد المجيد تبون والرئيس التونسي
كتبت في أكثر من بوح سابق عن تونس وكنت أخلص دائما إلى أن البلاد، إن لم تتداركها عناية حكيمة، تسير نحو المجهول. واليوم أستطيع بعد كل التطورات المتسارعة التي تعيشها البلاد أن أقول بأنها على أبواب المجهول أو هي في المحطة قبل الأخيرة لهذا المجهول. ولعل هذا ما فهمه تبون ويتخوف منه ويريد الركوب عليه للتموقع على حساب تونس تجاه الأوربيين فلم يتردد في التصريح من روما بأن الجزائر وإيطاليا مستعدتان لمساعدة تونس في تجاوز "المأزق الراهن والرجوع إلى الطريق الديمقراطي". سبحان الله. أحيانا الله حتى صرنا نسمع دروس الديمقراطية تعطى من نظام عسكري تنصل من وعوده للحراك الشعبي الذي نعته بالمبارك ثم ما لبث أن وصمه بأقدح النعوت لما "قضى منه وطره".
تصريح تبون يبين أن "شهر العسل" بين نظامي قيس وشنقريحة انتهى لأن أساس الارتباط لم يكن سليما، ويؤكد أن ما جمعهما لم يكن سوى النيل من المغرب الذي يرياه معا منافسا إقليميا.
نتمنى لتونس الخضراء أن تتغلب على محنتها وتجتاز الصعوبات التي تمر منها، ونتمنى أن يرفع نظام شنقريحة يده عنها ويكف عن توظيفها في حربه القذرة على المغرب.
الأخبار القادمة من تونس غير مبشرة، وهي على أبواب استفتاء دستوري يتزايد عدد معارضيه من مختلف الاتجاهات والحساسيات، وخاصة بعد الميلاد الرسمي لجبهة الخلاص وتشكل الحملة الوطنية لإسقاط الاستفتاء ورفض الاتحاد العام التونسي للشغل الاستجابة لدعوات الحوار التي تلقاها من الرئاسة. عزل عشرات القضاة بمرسوم رئاسي دفعة واحدة وتصريحات قيس سعيد المتشنجة ضد لجنة البندقية مؤشر على ما يعتمل داخل قصر قرطاج من خلافات وصيغة التصريح ومضمونه أكبر من مجرد حالة قلق عابر على تصريحات عادية من طرف رئيسة لجنة البندقية التي أدلت برأي استشاري بناء على طلب تونسي. ومخطئ من ينتظر من هذه الهيأة أن تبيض أو تشهد زورا ضد مسار يفتقد لأبسط مقومات التشاور والتداول والتشارك.
هل بدأت الدائرة تضيق على الرئيس سعيد؟ وهل هناك جهات داخل مربع الحكم ضاقت درعا بالانفراد الذي صار يطبع تصرفاته؟ وهل هناك ضوء أخضر لإدخال تونس إلى وضعية رمادية وحالة انتظار في ظل تخطيط الجزائر لانقلاب عسكري لإنهاء حكم قيس السعيد.
لا نستبق الأحداث، ولكن المؤكد أن ما قد يحدث من مفاجآت لن يكون سارا وسيتعدى تونس إن لم يكن هناك وعي مسبق وخطوات عملية لتطويق تداعياته لأن المنطقة لن تتحمل حالة فوضى جديدة لن ينتعش فيها إلا عصابات التهجير والجريمة العابرة للحدود والإرهاب والاتجار بالبشر.
وقانا الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.