الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

الرهج: أزمة المخزون الإستراتيجي للحبوب تتطلب مراجعة المخطط الأخضر

الرهج: أزمة المخزون الإستراتيجي للحبوب تتطلب مراجعة المخطط الأخضر محمد الرهج
التخوف من نفاذ المخزون الاستراتيجي في المواد الأساسية، وخصوصا الحبوب والقمح، هو ما يشغل الطبقة السياسية والاقتصادية في المغرب، بعدما كشف الناطق الرسمي للحكومة مصطفى بايتاس، عن أن المخزون المغربي من هذه المواد سوف لن يتعدى أجل أربعة أشهر!! ويزداد القلق مع ظروف الحرب الروسية الأوكرانية، وهما دولتان تعتبران من أهم البلدان المنتجة والمصدرة للقمح..في هذا السياق اتصلت "أنفاس بريس"  بمحمد الرهج، خبير اقتصادي وأستاذ بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، وأثمرت هذه الورقة:
 
"الوضعية العالمية الآن تعرف نقصا في إمدادات القمح على المستوى العالمي، ونعلم أن المغرب من بين أكبر الدول المستهلكة للقمح نظرا لتقاليد استهلاك الخبز لدى المغاربة.
من جهة أخرى صرحت الحكومة بأن المغرب يتوفر على 4 أشهر  من مخزون الحبوب والقمح!! الإشكال الكبير ماذا ستعمل الحكومة بعد مرور هذه المدة؟!! ونفس الإشكال مطروح لجميع الدول، فحسب الإحصائيات يستورد المغرب  الحبوب بشكل  أساسي من أوكرانيا مقابل أسواق أخرى كفرنسا.. 
وبالتالي فالإشكال المطروح كيف يمكن توفير غدا هذه المادة الأساسية لتصل إلى الأسرة المغربية؟
وذلك في ظل اضطراب السوق الدولية  والقرار  الأخير الذي أخذته الهند،  وهي ثاني منتج عالمي للقمح،  لوقف تصدير مؤقت لهذه المادة من أجل الحفاظ على الأمن الغذائي لساكنتها.
 على مستوى المغرب شهد هذه السنة جفافا كبيرا وتشير التوقعات كما صرح بذلك وزير الفلاحة أن لايتجاوز  الإنتاج 32 مليون قنطار من الحبوب، وبالتالي سيتوجه المغرب إلى الخارج لاستيراد الحبوب من السوق الدولية التي تعرف أزمة دولية. 
وهذه الوضعية الآن نتيجة عجز الحكومات التي تعاقبت على السلطة في المغرب، فعوض إنتاج المواد الأساسية للمستهلك المغربي والحفاظ على الأمن الغذائي للمغاربة، ترى أن السياسة الفلاحية،كما لاحظنا في الماضي، موجهة لقطاع التصدير كالبواكر والخضر  على أساس توفير العملة الصعبة واقتناء القمح في السوق الدولية بسعر أقل. الآن تعرف السوق الدولية أزمة في سوق الحبوب،  وستكون الأسر المغربية في مواجهة خطيرة مع هذه المادة الأساسية. وفي آخر المطاف ألخص الوضعية الحالية نبيع "الديسير للأوروبي" ونشتري الخبز للمغاربة. 
لهذا فالحاجة مطروحة إلى مراجعة شاملة للسياسة الفلاحية، انطلاقا من المخطط الأخضر أو الجيل الأخضر في صيغته الحالية.
من وجهة نظري، حان الوقت لفتح نقاش وطني جدي حول الأمن الغذائي على غرار الأمن الصحي والدوائي والأمن والدفاع الوطني..
وحان الوقت لإعادة التوجيه الإجباري للفلاحة والسدود المائية نحو إنتاج مواد ضرورية لاستهلاك المغاربة.
في المقابل يجب استهلاك القمح والخبز بعقلانية، وأن لا نرى الإفراط المهدور  للخبز ، بتبذير يومي للخبز الغير المستعمل ووضعه في بلاستيك و "تبوسو وكأنك تطلب السماح من الله". وجميع الأطراف مدعوة من وسائل إعلام وجمعيات مهنية وجمعيات للمستهلك..للقيام بدورها للتوعية واستهلاك الخبز في إطار معقول."