الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

أبو وائل يفضح تسخينات وحملات الطابور الخامس للتشويش على المغاربة في احتفالات عيد العرش

أبو وائل يفضح تسخينات وحملات الطابور الخامس للتشويش على المغاربة في احتفالات عيد العرش الملك يضع المواطن في صلب اهتماماته
بدأت تسخينات الطوابرية والسمايرية مبكرا استعدادا لموسم صيف يريدونه ساخنا بما يرضي أسيادهم. لم تعد أجندة أركان هذا الطابور تحتاج إلى ذكاء خارق لكشف أهدافها وتوقيت تحركها وأساليبها. تبدأ الحملات الدعائية والمضللة والمليئة بالأكاذيب قبل نهاية أبريل وهو التاريخ الذي يتزامن سنويا مع صدور قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية وتستمر حتى أواخر غشت بغية التشويش على احتفالات المغاربة بعيد العرش وذكرى ثورة الملك والشعب. يصاب هؤلاء جميعا بهستيريا لا حدود لها حين يرون المغرب موحدا وقويا ومتلاحما ومستقرا وآمنا.
 
لا يَشُكَّنَّ أحد في هذا الحكم لأنه لا مبالغة فيه ولأنه وصف موضوعي لواقع لا يرتفع مهما حاولنا تغليب حسن الظن ولا يمكن تجاهله ولو أحسنا النية في تحركات الطابور المكلف بالمغرب.
 
قبل أسابيع، بدأت بعض الجامعات تشهد حركية غير عادية وغير مألوفة وممزوجة بعنف وعنف مضاد واستفزازات للإدارة والسلطات وأنشطة مطبوعةً بتحدي القانون. قلت حينها في هذا البوح أن ثمة أشياء تحاك في الخفاء وهناك من يهيء الأجواء لما هو أسوأ، وهو ما اتضح بداية هذا الأسبوع بأكادير حيث تم توقيف ثلاثة أشخاص، سائق سيارة أجرة وطالبان، للاشتباه في تورطهم في حيازة العشرات من الأسلحة البيضاء قدرت ب23 ساطور يريدون إدخالها للحي الجامعي، وسرعان ما اتضح أن المتورطين ينتمون لفصيل انفصالي داعم للبوليساريو، ويراد من هذا "الحشد المسلح" تأمين تخليد ذكرى تأسيس هذا الفصيل الإرهابي بإغراق الجامعة في حمام دم لإرضاء من لم يستطع مجاراة انتصارات المغرب سياسيا ودبلوماسيا فلم يعد أمامه من خيار غير جر الطلبة إلى دوامة العنف التي لا يعرف لها أول من آخر ويدفع فاتورتها للأسف طلبة أبرياء. والحمد لله أن حماة الجدار بالمرصاد لهذه المجموعات، وإدارةُ الجامعات تتقن تفويت الفرص على دعاة الفتنة الذين لا يميزون بين فضاء جامعي وساحة حرب وبين مكان للعلم ومجزرة. هل يعي من يتباكى على "الحرم الجامعي" خطورة استعمال هذه الأسلحة المصادرة على هذا الحرم؟ ولماذا يتغافل هؤلاء جميعا هذه الانزلاقات نحو العنف في فضاء مخصص أساسا للتحصيل الدراسي وليس لاستعراض العضلات وتصفية الحسابات بين قوى لا تتقن غير الإنزالات و"إشعال النيران"؟
 
إن تزامن هذه المحاولة مع انطلاق اجتماعات مجلس الأمن حول قضية الصحراء بتسريبات عن رضى دي ميستورا عن الموقف الإسباني الأخير الداعم لخطة الحكم الذاتي غير بريء، وتزامن اللجوء إلى هذه الأساليب مع سلسلة الهزائم المتتالية لنظام تبون ودميته بن بطوش ميدانيا ودبلوماسيا مؤشر على توجه نظام العسكر والبوليساريو للعب ورقة الأرض المحروقة والمغامرة بشباب مختطف ذهنيا ومسلوب الإرادة.
 
لقد بدأ العد العكسي مبكرا هذه السنة عند أعداء الوحدة الترابية للمغرب، واقتنعوا بأن الرهان على ملف حقوق الإنسان والقضايا الاجتماعية وثروات المنطقة لم يعد ينطلي على المنتظم الدولي بسبب اليقظة الدبلوماسية والدينامية التواصلية والدفوعات المقنعة والسمعة الطيبة للمغرب في العالم فلم يتبق أمامهم إلا خيار إشغال الداخل المغربي بأحداث العنف وتصويره كدولة عاجزة وفاشلة.
 
التسخين الثاني أتى هذه المرة من المنابر والمنظمات إياها والتي صار استهدافها للمغرب أولوية أولوياتها. فجأة أصبح حكم ابتدائي ضد الأبلق حديث وكالة الأنباء الفرنسية ولوموند وهيومان رايت ووتش. والغريب أن هذه المنابر والمنظمات تصر على تجاهل الحقائق وتغييب وجهة النظر المغربية وتتعامل بانتقائية مع هذا الحكم وتتجاهل التمييز بين السب والقذف وبين الانتقاد وتقدم هذا الأبلق بصفة واحدة متجاهلة حقائق أخرى يفيد استحضارها في فهم سلوكه العدواني والاستفزازي واليائس والانتحاري. لماذا هذا الحرص على تقديم ربيع الأبلق حصريا بصفته "ناشط" في حراك الريف؟ ولماذا يتم تجاهل الإفراج عنه قبل ذلك بعفو ملكي؟ لماذا تم الإفراج عنه إذن لو كانت آراؤه وانتقاداته تشكل خطرا؟
 
ربيع الأبلق شاب ضيع حياته وأحرق كل أمل له في حياة طبيعية بسبب "البلية" التي حولته إلى إنسان فاشل في كل شيء، وجعلته فعلا "ناشطا" ولكن بمعنى مختلف عن النشاط السياسي بعد إدمانه على المخدرات الصلبة. استفاد هذا الشاب اليائس من مبلغ محترم من المال العام من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإقامة مشروع تجاري فأنفق كل شيء ليرضي حاسة الشم عنده التي أدمنت على المخدرات الصلبة فلم تعد ترتاح إلا بشم "البيضا". ولماذا هذا التحامل على القضاء المغربي الذي يتابعه في حالة سراح رغم أن بإمكانه متابعته في حالة اعتقال لو كان يريد الانتقام منه؟ ربيع الذي لم يعد يحمل من اسمه شيئا حول حياته إلى خريف رغم أنه ما زال شابا وبإمكانه العمل والعطاء ولكنه ألف الابتزاز والحصول على الأموال ب "الساهل". الأبلق الذي يسير على خطى من يظن أن استهداف الملك بالسب والقذف طريقة جيدة لابتزاز السلطات لم يعتبر بمن سبقه ولم ينظر إلى مصيرهم ليفهم أن سياسة الابتزاز لم تعد تجدي نفعا، وتهديداته بأن يكون بوعزيزي المغرب لا تخصه إلا وحده والرأي العام يعرف مصير كل مدمن على "الغبرة" ولن يستغرب من أي حماقة يرتكبها "الأبلق الأبله" في جسده الذي هو وحده المسؤول عنه في الدنيا والآخرة لأنه أمانة ائتمنه الله وحده عليها وهو سبحانه الذي طلب برد الأمانات إلى أهلها.
 
طالبت هيومان رايت بشكل يدعو للسخرية بإلغاء المتابعة وإسقاط التهم نهائيا بمبرر أن "ليس هناك حق أكثر جوهرية من حق انتقاد من يتولى السلطة، ولو كان ملكا. على المغرب أن يكف عن ملاحقة المنتقدين مثل ربيع الأبلق بناء على قوانين تقدس فعليا شخص الملك". وهذا الدفع وحده يبين أن هذه المنظمة تشتغل بمنطق سياسي تدليسي قديم لأنها تتحدث وهي تجهل دستور البلاد وقوانينها. هل هناك نص قانوني في المغرب يتحدث عن قدسية الملك؟
 
بالرجوع إلى دستور البلاد هناك تنصيص في الفصل 46 على أن "شخص الملك لا تنتهك حرمته، وللملك واجب التوقير والاحترام". فهل هناك ما يشير إلى القداسة في هذا النص؟ وهل تختلف هذه العبارات عن المتداول في الكثير من الدساتير المقارنة لدول ديمقراطية لا تجرؤ هذه المنظمة على الإشارة بالنقد إلى سياساتها؟
وبالرجوع إلى القانون الجنائي، نجد الفصل 179 يتحدث عن السب والقذف والإخلال بواجب التوقير والاحترام لشخص الملك وليس النقد ولا أظن مسؤولي هيومان رايت يغيب عنهم التمييز بينهما!! لماذا إذن هذا التدليس؟
 
لوموند ووكالة الأنباء الفرنسية كالعادة تتضامن وتتطرق بتلبيس للموضوع لتقطر سمها كذلك على المغرب في ذبح فاضح للمهنية وأخلاقيات الصحافة، وبياناتُ تضامن مجموعات "فري كلشي" مصاغة قبل صدور الحكم بنفس الأسلوب والنبرة والكلمات. هل يعقل أن تطالب منظمة تحترم نفسها ومجال تخصصها بإلغاء متابعة قضائية وفق نصوص قانونية واضحة؟ وهل يقبل منطقا أن تتجاهل الجهات المتضامنة مع الأبلق وضعه كمدمن ومفلس ودوره في مآله كشخص غير متوازن؟ وهل كان الرأي العام على علم مسبق أن هذا الذي يدعي أنه معارض جذري استفاد من المال العام لإنجاح مشروع تجاري فإذا به ينفقه على أنفه الذي يزن ذهبا؟
 
قصة الأبلق قريبة من قصة أميناتو وغيرها الذين استفادوا من تعويضات هيأة الإنصاف والمصالحة باعتبارهم مغاربة ويرفضون الاعتراف بمغربيتهم في الوثائق الإدارية ويرفضون مساواتهم مع غيرهم من المغاربة، والأبلق للأسف لا يصرح بالحقائق وفقد رشده بسبب بليته وظن أن سابقة اعتقاله واستهداف الملك يمكن أن يمنحاه شرعية وقوة لحصد مزيد من العطاء. الأبلق الأبله صار عالة على نفسه قبل غيره، واستمرار تبني سقطاته خطأ يرتكبه أصحاب "فري كلشي" لأنهم يتبنون ملفا خاسرا لشخص منهزم قابل للانقلاب على كل شيء. وعلى هذا الشاب الاتعاظ بمن سبقه لأن تدوينات أو فيديوهات على مواقع التواصل في عالم افتراضي لن تصنع واقعا على الأرض وريافة صاروا على دراية بحقيقته وحماقاته وليس بمقدورهم مجاراته فيها.
 
لا أود إعطاء هذا الشاب الضائع أكثر مما يستحق سوى الدعاء له بالعفو من عند الله ليسترجع عقله وإرادته وصحته الجسدية وتوازنه النفسي لأن الأهم في كل هذه القصة هو تلك الجهات التي تتصيد مثل هذه الوقائع وتتصورها أوراق ضغط على المغرب. استفيقوا من سباتكم. إنه المغرب الذي لا يخضع لأحد، ولن يقبل الابتزاز، وضرر الاستمرار في هذا الاستهداف لن يتأثر به المغرب الذي يتقوى يوما بعد آخر بينما تطال الفضيحة هذه المنابر والمنظمات التي تنكشف أجنداتها المعادية للمغرب. ومرة أخرى أهمس في أذن الطوابرية والسمايرية ناصحا أن يختاروا بعناية قضاياهم عوض الرهان على "النطيحة والمتردية وما عاف السبع". إن تسابقهم وتبنيهم لهذه القضايا دليل على أنهم لم يجدوا غيرها من القضايا "اللي شادة في الصح"، وهذه تحسب لهذا المغرب الذي خطا خطوات نحو الديمقراطية لا ينكرها إلا جاحد، وسيعانون كثيرا في مواجهة المغرب، والبشرى لهم بمزيد من الانتكاسات لأنهم صاروا محامين للقضايا الخاسرة والبائرة، ولأنهم يراهنون على أشباه مناضلين غير أسوياء وفاقدين للمصداقية وعاجزين عن إقناع المغاربة بما يطالبون به لأنهم في حالة تناقض دائم مع ما يدعونه من مبادئ. يكفي فقط نشر الحقائق كاملة لينفض الجمع من حولهم كما يحدث في السنوات الأخيرة مع زيان وفؤاد والمعيطي وبوعشرين وسليمان و عمر.
 
كيف يتعاطف المغاربة مع هؤلاء وهم يسمعون فضائحهم؟ وكيف يثقون بهؤلاء وهم يرون الحقائق حول دوافع معارضتهم التي لا تهم المغاربة بقدر ما تهم تأمين امتيازاتهم وإدامة العطاء الذي ألفوه سابقا؟ وكيف يحظى هؤلاء الطوابرية بالمصداقية والمغاربة يتابعون ركوبهم على كل حدث لترديد أسطوانة الحريات والحقوق في المغرب؟ وكيف يثق المغاربة في هذه المنابر والمنظمات وهم يرون تبنيها لهذا الطابور الذي فاحت رائحة فساده في البلاد؟
 
 
عن موقع "شوف تيفي"