الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

نيازي: "حموضة" برامج رمضان.. بين تصريحات الفنانة سامية أقريو و واقع الفن

نيازي: "حموضة" برامج رمضان..  بين تصريحات الفنانة سامية أقريو و واقع الفن حمزة نيازي والفنانة سامية أقريو

كل سنة نكون على موعد مع مواد تلفزية من مسابقات و مسلسلات وأفلام ... يتم برمجتها أشهر قبل رمضان، الهدف منها تسلية المشاهد المغربي اثناء الإفطار وبعده، كل سنة يجد المواطن المغربي نفسه في دوامة متجاوزة و مستهلكة ومتشابهة من القصص والمواضيع، خاصة في الخمس سنوات الأخيرة ; إذ أننا نجد مواضيع متكررة مثل: الفقر، البحث عن العمل والتسلق الطبقي، الخديعة والنصب واستغلال الفرص بطريقة غير اخلاقية، أسلوب الغاية تبرر الوسيلة والإدمان بكل أنواعه والخيانة ... هذه المواضيع تعرض بطريقة مستنسخة من دراما لدول أجنبية لا تتوافق على جميع الأصعدة مع العقلية المغربية، كما ان هناك عادات خطيرة تصدر إلى المشاهد المغربي مثل موضة السيجارة الإلكترونية.

تصريح الفنانة سامية اقريو الذي أثار الجدل:

المشاهد المغربي يفرغ ذلك السخط ويبدي رأيه و دائما ما ينتقد الأعمال الفنية بأنها دون المستوى أو كما يقال بلغة الشارع * كلشي حامض * هذا ما أزعج الفنانة سامية أقريو وجعلها متسرعة في ردة فعل خلقت * البوز * ، قدمت حلول بديلة بترك التلفزة الوطنية المغربية التي تقتات إن صح القول من أموال دافعي الضرائب ولديها دعم شهري يؤديه المواطن في فاتورة الماء والكهرباء.

الحل الذي طرحته الفنانة سامية أقريو ليس مقبول وكان مندفع، كما قلت سابقا أن أي مواطن يؤدي الضرائب ويساهم من جيبه لديه الحق في نقد ما قدم له إذ أن حرية التعبير مكفولة للجميع، والأذواق تختلف، كان جوابها مستفزا، فعندما تكلمت بتلك الطريقة التي فيها صيغة الأمر بتوجيهها للحل النهائي لكل مشاهد مغربي بأن يقوم بإطفاء التلفاز والتوجه إلى عالم الكتب أو مشاهدة قنوات محددة تكون قد أشعلت سخط متراكم منذ القدم على الإعلام الوطني الذي تقلص عدد مشاهديه، ربما منا من لم يشاهد القناة الأولى والثانية سنوات خاصة مع اكتساح عالم الإنترنت والأجهزة الذكية والإعلام البديل جميع البيوت.

واقع الفنان المغربي:

الشق الثاني الذي أثارته الفنانة سامية اقريو بأن هناك مشاكل مادية في عدم تقديم أجور في المستوى للفنانين وعدم الدفع بهم ودعمهم من أجل تصوير فن بجودة، هذا الأمر صحيح وأكده الكثير من الفنانين مثل الفنان رفيق بوبكر والفنان جواد السايح الذي صرح في أحد البرامج الحوارية عن تجربته المؤلمة بتعرضه لحادثة كسر أثناء تصوير أحد المسلسلات، المقابل، ليس هناك تعويض في المستوى أو دفع مصاريف الاستشفاء أو المواكبة ... من المعلوم أن الإعلام في المغرب تستحوذ عليه فئة توجه أجندة لما سيقدم وما يعرض وكذلك من سيظهر ومن سيتم إعطائه فرصة، أي أنه مجال - ربما - مسير لا يراعي لمبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، رغم اندفاع الفنانة سامية اقريو فيمكن القول أنها عبرت وتكلمت بطريقة غير مباشرة عن تحديات خطيرة يعيشها الجسم الفني و مكوناته.

من الصعب أن نشاهد إعلام - بكل أقسامه - بجودة و يقدم برامج رائعة و يكون في المستوى ما لم نخلق محيط وفرص للجميع، أيضا التكوين المستمر وتنمية القدرات لجميع الفنانين ومواكبة الفنان طيلة السنة وتمتيعه بقيمة معنوية، لأننا أصبحنا نشاهد ناس يطلق عليهم صفة فنان وهم بعيدين كل البعد عن العالم الفني يتم الدفع بهم رغم أنهم دون المستوى وبدون تكوين أكاديمي، بل الخطير انهم يؤدون أدوار والفنان الذي لديه تراكمات يعيش على حافة البطالة والفقر.