الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

الفيلالي: المركز الدولي سيكون حلقة وصل للتصدي لظاهرة تجنيد الأطفال

الفيلالي: المركز الدولي سيكون حلقة وصل للتصدي لظاهرة تجنيد الأطفال عبد القادر الفيلالي، مدير المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال
إلى أي حد، الحاجة ملحة لتأسيس مركز دولي يعنى بمناهضة تجنيد الأطفال؟
وإن كان تأسيس المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، فإن الفكرة كانت منذ فترة طويلة، إذ استفحلت ظاهرة تجنيد الأطفال بشكل كبير وأضحت تقض مضجع العديد من الهيئات والمنظمات الحقوقية وطنيا ودوليا التي تشتغل في الحق الحقوقي والقانون الإنساني الدولي.
الإعلان عن هذا المركز من الداخلة حيث يوجد مقره الرئيسي، سيكون حلقة وصل لتداول الأفكار والاقتراحات من أجل التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة ووضع حد لها..
 
ماهي أهداف هذا المركز الدولي؟ وماذا عن تقاريره وكيفية اشتغاله؟
يضم المركز ثلة من الأطر من داخل المغرب وخارجه التي تشتغل في المجالات الديبلوماسية والحقوقية والأكاديمية، وستتخذ من الرصد والتتبع وإنجاز الأبحاث آليات للعمل إلى جانب عمليات إحصاء عمليات تجنيد الأطفال عبر ربوع العالم، ولمواجهة هشاشة الأطفال الذين يتم استغلالهم واستخدامهم في النزاعات المسلحة. يتعاون المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والشبكات الدولية والمجتمع المدني لتطوير برنامج مشترك للأبحاث.
ومن خلال الأبحاث الأكاديمية والشراكات والتعاون، يطور المركز وينشر استراتيجيات لمواجهة جميع أشكال تجنيد الأطفال ويشرع في تقييم وإحصاء الأطفال المجندين غير المسجلين، مع تقديم حلول مبتكرة لمكافحة استغلالهم في النزاعات المسلحة.
كما يهدف المركز، على الخصوص، إلى التحسيس بمصير الأطفال المجندين، وعمليات تجنيدهم، فضلا عن الأسباب الكامنة وراء استمرار هذه الآفة. كما يروم توفير معطيات دقيقة، نوعية وكمية، من أجل اتخاذ مبادرات وتدابير تعتمد على البحث الأكاديمي.
 
كيف سيتم التعامل مع انتهاكات حقوق الأطفال في مخيمات تندوف، التي تعد واحدة من الرقع الجغرافية التي تجند الأطفال وتستغلهم في النزاعات المسلحة؟
كما قلت لك، المركز ليس له اختصاص جغرافي معين، فأينما كانت الانتهاكات في حق الأطفال من خلال تجنيدهم، فإن المركز سيشملها بالأبحاث والدراسات والترافع، وما تم تسجيله في مخيمات تندوف بالصوت والصورة من انتهاكات فظيعة للأطفال عبر تجنيدهم وغسل أدمغتهم والتحريض، وإلا فإن هذه الظاهرة ليست مرتبطة بمقطع فيديو ظهر أطفال فيه بلباس عسكري خلال زيارة «ستيفان دي ميستورا» للمخيمات منذ أشهر، بل القضية تم تسجيلها بداية ثمانينيات القرن الماضي وهي مستمرة في المكان والزمان، حيث تستغل مليشيات البوليساريو الأطفال في الاستعراضات العسكرية، والمغرب في شخص ممثله عمر هلال، لاينطلق من فراغ في إثارة هذا الانتهاك الحقوقي، بل ينطلق من حجج دامغة وتراكمات تاريخية، حيث كان الصحراويون الشباب مجبرون على التهجير نحو الجزر الكوبية وإلى بعض العائلات في إسبانيا أو في ليبيا وكذا الجزائر.. يتعرضون فيها لعملية غسيل مخ وأدلجة لا تناسب أعمارهم، حيث يتم تأطيرهم بما يعرف بالقيام بحرب العصابات المتشبعة بالعنف الثوري، اليوم هناك دلائل جد قوية على تورط البوليساريو ومعها الجزائر، كدولة مستضيفة في القيام بهذه الانتهاكات والتستر عليها، بل ومباركتها من قبل الدولة المستضيفة، والخطير أن عددا من الأطفال الذين تم تجنيدهم قسرا يتحولون لعناصر متطرفة في جماعات إرهابية تهدد الأمن والسلم العالميين.. وعليه فإننا أمام نقل للتجربة الحوثية في استغلال الأطفال إلى مخيمات تندوف، وهو مايسائل المنتظم الدولي للتدخل بشكل حاسم وقوي لوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة في صفوف الأطفال الأبرياء.