الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

عثمان مخون: عن مشكل تحديد لوائح أعضاء الجماعات السلالية بتمارة

عثمان مخون: عن مشكل تحديد لوائح أعضاء الجماعات السلالية بتمارة عثمان مخون
أعود لموضوع الأراضي السلالية بتمارة، وللجدال الدائر حاليا خاصة بعد إقصاء العشرات من ذوي الحقوق من التسجيل في اللوائح التي نشرتها السلطات المحلية، وهي اللوائح المذيلة بتوقيعات نواب مختلف فخدات كيش الوداية بتمارة، لأقول للجميع سواء لممثلي السلطات المحلية أو للنواب أو لمجموع ذوي الحقوق، أن هذا التسرع في إخراج هذه اللوائح والتسرع في الحسم في الأسماء التي من حقها أم لا التقييد ضمن هذه اللوائح، سيخلف لا محالة ضحايا وسيترك مآسي وجراحا قد لا تندمل، خاصة وأن هذه اللوائح تضم  أسماء وإقصاء أخرى من نفس العائلة ، وذلك في خرق سافر ومفضوح لمبدأ الإنصاف الذي أقره القانون، لاسيما أن هذه الأراضي لا تنطبق عليها تشريعات وقوانين الإرث، بحيث أن ملكيتها تعود لعموم أفراد الجماعة السلالية بدون استثناء وبدون تمييز، وهو ما تم إغفاله عن قصد أو عن غير قصد سواء من طرف السلطات المحلية أو من طرف نواب الجماعة المعينين، وأزيد وأقول أن الأراضي السلالية بتمارة تتميز بخصوصية يوضحها القانون، كونها من تلك الأراضي التي أصبحت جزء من المدار الحضري ، وبالتالي لم تعد تنطبق عليها نفس مواصفات الأراضي الواقعة في المدار القروية والتي تكون في الغالب موجة للزراعة وللرعي أو للأنشطة الغابوية، وحيث أن الأمر كذلك أي أن هذه الأراضي قد أصبحت جزء من المدار الحضري وجزءا من تراب العاصمة الكبرى الرباط، وحيث أن الغالبية العظمى من المنتسبين لجماعة كيش الاوداية بتمارة وبنسبة تفوق 99 في المائة قد توقفت عن مزاولة الأنشطة ذات الطابع الفلاحي منذ 30 سنة  أو ما يزيد، وحيث أن جل أنشطتهم أصبحت مرتبطة بالإدارة أو بالمجال التجاري والصناعي وعدد كبير منهم كان مضطرا للهجرة خارج مدينة تمارة أو خارج المغرب للعمل وللاستقرار هناك، فإنه من غير المقبول أن يتم وبجرة قلم حرمان هؤلاء المنتسبين للجماعة السلالية دون باقي أفراد أسرهم من حقوقهم المكتسبة، وبالتالي جعلهم خارج هذه اللوائح المطعون في صدقتيها.
أتمنى أن تحضر الحكمة وأن يحضر التعقل ويحضر بعد النظر، حتى لا تتحول هذه اللوائح إلى مصدر للأحقاد بين أفراد الأسرة الواحدة وبين أفراد الجماعة السلالية ككل...فيكفي أبناء كيش الاوداية ما ارتكبه أسلافهم من أخطاء فادحة في تدبير مصير هذه الأراضي، خاصة بعض السماسرة منهم الذين قايضوا حقوق ذويهم بامتيازات عابرة قذفت بهم إلى مزبلة التاريخ. فإياكم وإياكم من جحيم مزبلة التاريخ.