الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسين بكار السباعي: إسبانيا والعودة لجادة الصواب

الحسين بكار السباعي: إسبانيا والعودة لجادة الصواب الحسين بكار السباعي
أخيرا فهمت اسبانيا أن الصحراء أرض مغربية، وجزء من كبد الأمة الذي لا يمكن أن نتخلى عنه ، مهما كثر الأعداء، وزادت طعنات الجيران . أخيرا اعتبر رئيس حكومتها ، أن "مبادرة الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 " هو الحل الواقعي الوحيد والأوحد . 
لقد فهمت اسبانيا اليوم أن ما يجمعها بالمغرب، ليس مجرد مبادلات تجارية، وإنما علاقة الجار مع جار، طالما وثق فيه وتعاونا للقضاء على تجار الإرهاب والمخدرات ، فما يجمع البلدين أكثر من خلافات بسيطة في الرؤى والتطلعات، بل علاقة تعاون كاملة لا مفر ولا بديل عنها .
في تاريخ العلاقات السياسية مع الجارة إسبانيا، لم يكن هناك موقف واضح من مغربية الصحراء ، سواء في عهد الحزب الشعبي ولا حتى في عهد الحزب الاشتراكي ، فكلاهما ينظران الى المغرب في العقد الماضي ، على أنه بحاجة اليها والى الاتحاد الأوربي، لذلك فقد كانت بعض اللحظات السياسية صعبة للبلدين، خاصة حينما توجه اسبانيا مساعدات  للبوليساريو، التي تجوع المحتجزين وتسترزق من معونات الدول ، أيضا عندما يتجه صحفيون إسبان مدفعون إلى الأقاليم الجنوبية المغربية ، للحديث عن أشياء مختلقة ومزوعومة. وأخيرا عندما تتورط الحكومة الاسبانية، وبتورط مكشوف من رئيسة خارجيتها، في تهريب زعيم جبهة بوليساريو الى اسبانيا بجواز سفر مزور في ابريل من العام الماضي. 
لقد كانت مواقف اسبانيا مستفزة من خلال تعمد زيارة سبتة ومليلية المحتلتين ، خاصة في 2005 ، كما أنها لم تلتزم الحياد خلال ترأسها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث إشتكى المغرب كثيرا من تخندق الدولة الاسبانية الى جانب برليساريو .
تغيرت الأحوال، وبدأت الدول ترسم معالم سياستها الخارجية ، بناء على مصالحها السياسية والاقتصادية، وذلك كان ولا يزال نهج المغرب اليوم، من خلال عمل جبار قام به وزير الخارجية ناصر بوريطة، الذي أصنفه ضمن أفضل الوزراء عملا وحركة خلال الولايتين الحكوميتين.
 لقد ردت المغرب الصاع صاعين ضدا على إدخال غالي المتهم بالتحرش والتعذيب ، وقطع المغرب بشكل علني علاقته بإسبانيا حتى يظهر موقفها النهائي من قضيتنا العادلة.
مادام موقف المغرب الثابت دوما، هو كفى من المناورات السياسية والطعن من الوراء. 
واليوم ها نحن نحصد ثمار الوضوح والمعاملة بالمثل والبحث عن علاقة جديدة مبنية على المصارحة وليس النظرة الفوقية ، فيكفي أن رسالة بيدرو سانشيز كانت واضحة وضوح الشمس، أنه لا مزيد من اللعب بالنار.
الحسين بكار السباعي، محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان