الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

لحسن العسبي: أحسن المغرب القرار كثيرا

لحسن العسبي: أحسن المغرب القرار كثيرا لحسن العسبي
حرب روسيا على أوكرانيا، ليست النهاية بل هي البداية والتدشين لنظام عالمي جديد. نظام عالم بأقطاب متعددين.
انتهى زمن القطبية الثنائية، وأيضا زمن القطبية الواحدة لما بعد 1989 وسقوط جدار برلين.
لأول مرة منذ 200 سنة، يغير الجنوب من معادلة "شمال- جنوب" القديمة.
خرائط جديدة للعالم تولد مع حرب أوكرانيا، تماما مثلما تفعل النبتة حين تخرج من باطن الأرض، فهي تجرح التراب وتنجرح هي أيضا.
روسيا جديدة تولد (إلى جانب الصين والهند). هي روسيا البحر الأبيض المتوسط (وإفريقيا) وروسيا بحر الشمال ومضيق بيرينغ الجديدة (ولو حتى بلغة التهديد النووي).
الحرب في أوكرانيا، ليست مجرد حرب عادية بين دولتين. بل هي تدشين لانعطافة كبرى لمنطق القرن 21. انتهى عالم القرن 20 (بهيئة الأمم)، وبدأ يتبرعم عالم القرن 21 (بهيئة جديدة قادمة للأمم وأكيد مجلس أمن جديد). عالم يظهر أن أكبر الخاسرين فيه هي القارة العجوز أروبا. لن تختفي أروبا من الحساب أكيد، لكنها ستكون غير أروبا القرن 19 والقرن 20، ستكون تابعة لأقطاب عالميين جدد. لقد انتهت المركزية الأروبية.
ضمن هذا السياق، التصويت المغربي في الجلسة العامة للأمم المتحدة هام سياسيا، لأنه بالتعبير المغربي الأصيل "للي تلف يشد الأرض". مهم أن لا يكون صوتنا المصلحي تابعا. أروبا ليست معنا في ما هو مصلحة قومية عليا حتى الآن (قضية عمقنا الجيو ستراتيجي الغرب إفريقي ووحدتنا الترابية)، فطبيعي أن لا نكون معها. حتى واشنطن اتبعدت عمليا أكثر عن أروبا الأطلسي.
والأيام دول.