السبت 18 مايو 2024
اقتصاد

حركات: مواجهة أزمة الغلاء تتطلب خفض الضرائب والرسوم الجمركية

 
 
حركات: مواجهة أزمة الغلاء تتطلب خفض الضرائب والرسوم الجمركية محمد حركات

أكد محمد حركات، أستاذ الاقتصاد السياسي والحكامة، أن تداعيات الجائحة والجفاف سيؤدى إذا لم تتخذ إجراءات استعجالية فعالة إلى عطش محقق مصحوب بغلاء الأسعار.

 

+ يعرف المغرب حاليا ارتفاعا في أسعار العديد من المواد، وعلى رأسها المحروقات، بماذا تفسر هذا الأمر؟

- هناك عدة عوامل مركبة ذات أبعاد خارجية دولية وجيواستراتيجية تتمثل في تغيير المناخ وتزايد الطلب الدولي على المواد الغذائية والمحروقات غداة الاستئناف الاقتصادي بعد جائحة كوفيد-19 وداخلية تكمن في الاحتكار وكثرة الوسطاء والسماسرة والمحتكرين وغياب الرقابة.

 

+ يؤكد بعض المراقبين أن ارتفاع الأسعار لا يتعلق فقط بالمغرب، ولكن الكثير من الدول تعيش هذه الموجة، ما هو رأيك؟

- صحيح، لكن الأثر على الاقتصاد والمواطنين يختلف حسب قدرة الدولة الاجتماعية وعزمها على حماية القدرة الشرائية للمواطنين، لاسيما الطبقة الهشة منهم، ومدى قدرتها على ضمان شفافية السوق وتقوية قدرات أجهزة الرقابة وقمع الغش والمضاربات والاحتكار.

 

+ هناك من يدعو حاليا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عملية من أجل الحد من موجة ارتفاع الأسعار، ومن بين هذه الإجراءات تسقيف سعر المحروقات؟

- تداعيات الجائحة والجفاف الذي أعقبها سيؤدى إذا لم تتخذ إجراءات استعجالية فعالة إلى عطش محقق مصحوب بغلاء الأسعار، وعلى راسها المحروقات والمواد الغذائية الاستهلاكية، يكون لها آثار وخيمة على الاقتصاد والمجتمع في الاجل القريب والمتوسط والبعيد، وبالتالي ينبغي الحفاظ على كرامة المواطن عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات المتجلية في خفض الضرائب والرسوم الجمركية عند الاستيراد لضمان أثمنة في متناول القدرة الشرائية للمواطنين الذين تأثروا كثيرا بتداعيات جائحة كوفيد-19 وما نتج عنها من توقيف للأنشطة الاقتصادية وتزيد البطالة والتفقير، فضلا عن ضرورة التسقيف سعر المحروقات.

 

+ هل تعتقد أن المغرب في السنوات القليلة المقبلة سيعيش نقصا في مياه الشرب، خاصة مع توالي سنوات الجفاف؟

- شح المطر ونفاذ المياه الصالحة للشرب معروفة منذ عدة عقود والجفاف بنيوي في المغرب، وكم هي التقارير والدراسات والبحوث التي نادت إلى بلورة استراتيجية متكاملة في حكامة الماء؛ كان هناك بالفعل اكتفاء ذاتي بحكم تنوع تضاريس المغرب (تساقط الثلوج وتغذية الاحواض المائية) وسياسة السدود. واليوم نشهد انخفاضا مهولا في حقينة السدود التي لا تتعدى 33 في المائة، حسب بعض الإحصائيات، ومعدل السنوي للفرد من المياه بفعل الجفاف أصبح لا يتجاوز اليوم 650 م3 وكان يناهز 2500م3 عام 1960 ويتوقع أن ينخفض إلى 500م3 عام 2030 .

 

+ ما هي في رأيك أنجع الطرق من أجل ترشيد المياه؟

- الواقع، يلاحظ ضعف المعلومات والتواصل حول حكامة الموارد المائية السطحية والجوفية وتحلية المياه ومياه الصرف، وتلوث البيئة وسوء التدبير والتبذير، فضلا عن تبني مشاريع فلاحية تصديرية مكلفة من مادة الماء الشيء الذي أدى إلى تدهور الفرشة الجوفية المائية في عدة مناطق بالمملكة. وعليه ينبغي تبني نموذج تنموي مائي جديد لتجاوز أخطاء الماضي، عماده تطوير المعرفة والشفافية في تدبير الماء وترشيد استعماله ومراقبته، علاوة على دعم الخبرات والصناعات المحلية الكفيلة بتحلية المياه...