الخميس 28 مارس 2024
منبر أنفاس

عبد اللطيف برادة: موعد الحورية الفاتنة

عبد اللطيف برادة: موعد الحورية الفاتنة عبد اللطيف برادة
استسلم قلب المدينة للغول المسمى لفيثان
لم يعد قلب المدينة ينبض
كنت اتجول بين الباعة والمارة الغير الابهة بالحياة بينما كان الحزن يلتهمني تمامًا
حبيبتي سرقت مني كل الاحلام
سقطت وانأ اتذكر لسع القبلات على الارض من شدة الالم
تظاهرت أنه مجرد إغماء حتى يظل سري سرا
انه القدر اللعوب الذي يفرق الأحبة
هو الذي أخذني بعيدًا عن مسار العشق
هكذا اضحت عيني تعكس الموت مع سبق الإصرار
اخذني القدر عن طريق الخطأ بعيدا عن مسار العشق والقبلات
اما الاعداء اغتنموا الفرصة
لم يصلبوني لكنهم لقد اجتثوا جذور القلب بالأحرى
كنت انتصب وسطهم كالنخلة رغبة مني في العيش
لكن إذا مت الآن من سينتقم من هؤلاء الاوغاد
من اجل دلك كنت أمدد خطواتي في الأزقة بحثًا عن دليل يخلصني من الاسئلة التي تلتهم عقلي
أجول في كل منعطف أو متاهة بحتا عن نجمة تائهة تخلصني
كانت العيون تحدق في وجهي
لم أكن الأجنبي الذي جاء يراوغ ويكذب
بل اتيت فقط من أجل موعد عشق ليس أكثر
وفجأة؛ قابلت تلك النظرة الملتهبة
لم يكن شيئًا يدهشني منها
لا ابتسامتها ولا ايماءتها المغرية
الحورية كانت حقا فائقة الجمال
اما انا فلم أكن سوى مجرد عابر سبيل تائه بين دروب الحياة الملتوية
هكذا ابتسمت لي في الطريق كطيف لطيف
ثم عانقتني امام الملأ وكأني نجمها المفضل
لا تزال لدي صورة لوجه مليء بالدفء
عنها لكن حبها كان يكفي لم أكن أعرف شيئًا
لم أعلم شيئا عنها ولا عن احوالها
لا عن المدينة التي تقطنها ولا حتى اسمها ولا عنوان
احتفظت بذكرى لها وهي التي لا تزال تتردد في ذهني
اضحت رغما عني علامة لا تمحى من ذاكرتي
لذلك أحافظ على حرارة تلك النظرات القاتلة
فما هو الحب ادن
أعلم أنه لا يمكن التنبؤ به
يبدأ بالهمس، او كريح دافئ يخلط كل الأوراق
نسيم يرتجف، يخترق أحشاء جسدي
بالمناسبة الحب، يمكن أن يأتي من عبق نفس طيبة
من ضباب الشفاه
او من نظرة خاطفة
قد يكون مجرد همس يتجرأ لكي يتحول الى حب بالفعل
لكن هل كان من الضروري أن يحترق قلب الرجل العاشق
او يجب أن تكون المرأة في حالة حب خارج عن السيطرة
هل من الصعب أن يتكاتف الرجال والنساء من اجل نفس المصير ومن دون توهج
فما رأيك أنت الذي تقول إن الحب خطيئة؟
إذا كنت متأكدا فاخلع قلبك ادن من صدرك وارمي به على الرصيف
واقتلونا ادن جميعًا نحن العشاق
وابقوا وحدكم سادة هذه الصحراء التي لا روح لها
تتنكروا للعشق وسلطان الجمال على القلب
لكن انها الحقيقة المغيبة
ولكي يكون هناك حب حقيقي يجب أن يحترق قلب الرجل
ولهدا أخبركم أيها السادة أن الحب يبدأ دائمًا بغمزه او بلمسة عابرة وينتهي بنار
وبينما انا اخاطب القوم كانت نفس الحورية بجمالها الفاتن تنصت الى ما اقول
اقتربت مني ثم أومأت لي برأسها كي اطفئ لهب النار التي اندلعت في احشاءها ..