الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

مصطفى لبكر: عندما أسر لي بوعشرين تحفظه عن نشر مواضيع تخالف مواقف مسؤولين

مصطفى لبكر: عندما أسر لي بوعشرين تحفظه عن نشر مواضيع تخالف مواقف مسؤولين الراحل عبد اللطيف بوعشرين

مات النقيب السابق لهيئة المحامين بالدار البيضاء، والأمين العام السابق للاتحاد المحامين العرب، عبد اللطيف بوعشرين، وفي الحلق غصة... مات زميل الدراسة الذي ظل وفيا للصداقة والأخوة، وقد فرقت بيننا السبل..

 

وأستحضر في هذه اللحظة الحزينة حدثين:

- الأول: إهداء لم يتم من طرف الحاجة الأديبة والقاصة صفية أكطاي السباعي، وكانت قد أعدته للتلميذ عبد اللطيف بوعشرين كعربون منها على تقديرها لنجابته ومثابرته، وكانت أستاذتنا عندما كنا جميعا تلاميذ لها بثانوية محمد الخامس بالدار البيضاء في سبعينات القرن الماضي؛ وظلت الأستاذة تنتظر موعد الاحتفاء وتسليم الإهداء بشوق، لكن قدر الله وما شاء فعل...

وكان الفقيد أخبرني في رسالة قصيرة: "بلغ تحياتي لها وأسال الله أن يشملها بعافيته وسعادته، ونلتقي قريبا في ساعة خير لنعيد الذاكرة إلى محطة، أقل ما يقال بشأنها، أنها ذهبية بامتياز"...

 

- الثاني: عندما عاتبني الفقيد بذكاء ولطف، بعد نشر "أنفاس بريس" لرأيه تحت عنوان مثير "بوعشرين: محكمة النقض الفرنسية تصدر هذا القرار الثوري!!" وقد ذكر فيه أن القرار يعتبر انتصارا لدعاة أن النيابة العامة لا يمكن أن تعتبر سلطة قضائية، بل هي سلطة إدارية تخضع للتسلسل الإداري. مضيفا أن محكمة النقض، الغرفة الجنائية، أقرت في جلسة عامة، رَسْمِيًّا بأن المدعي العام ليس سلطة قضائية، لأنه "لا يقدم ضمانات للاستقلال والحياد المطلوب"، كما أنه "طرف مخاصمة" لا يمكنه أن يكون سلطة قضائية. وحكمت محكمة النقض الفرنسية بأن الوكيل والوكلاء العامون ليسوا قضاة، وبالتالي فإن المدعي العام ليس "سلطة قضائية."

فما كان من الأستاذ عبد اللطيف بوعشرين، بعد نشر المقال، إلا أن اتصل بي على عجل وأشعرني قائلا (كتشتري لي الصداع آسي مصطفى)؛ ليستدرك بعد ذلك (لاباس، هي فعلا تستحق النشر، إنما وكما تعلم أن علاقتي ببعض المسؤولين تجعلني أتحفظ عن نشر مواضيع تخالف مواقفهم وتشريعاتهم، ليس خوفا، ولكن تحفظا).

 

رحم الله بوعشرين.. هي واحدة من آثار الكبار فانظروا بعدهم إلى آثارهم، لعلكم...