السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

الشضاري: أنا مسيحية مغربية ومعتزة بوطني

الشضاري: أنا مسيحية مغربية ومعتزة بوطني ماريتا الشضاري
بعد تحولها من الإسلام إلى المسيحية منذ أربعة عشر عاما، تفضل “فاطمة الشضاري” أن تنادى باسم “ماريتا” اعتبارا لما يحيل عليه اسمها الأصلي من حمولة دينية لا تتناسب مع معتقداتها الجديدة.
زارتها “الوطن الآن” في شقتها بمدينة أكادير، صلبان معلقة على الجدران وأناجيل وكتب دينية مصفوفة بعناية على إحدى الطاولات تنتصب قربها شجرة عيد ميلاد المسيح. انقضى شهر كامل وما يزيد على احتفالات أعياد الميلاد لكن أضواء شجرة “ماريتا” ما تزال مشتعلة، سألناها عن السبب فأجابت، وابتسامة عريضة ترتسم على وجهها، أنها لم تشأ إطفاء هذه الأضواء حتى يستمر النور في تبديد عتمات المسيحيين المغاربة. وأضافت “نحن ما نزال نمارس حياتنا الدينية في الخفاء رغم أننا لا نطالب إلا بالاعتراف بنا والسماح لنا بإنشاء كنائسنا وممارسة طقوسنا التعبدية فيها، مثل طقوس الزواج والدفن..”.
وعن سؤال حول الخطر الذي يعتقد البعض أن التمسح قد يشكله على الوحدة الوطنية باسم الحرية الدينية، ردت ماريتا بالنفي، مؤكدة أن “المسيحيين المغاربة معتزون بوطنيتهم وحبهم للمغرب” معربة عن استغرابها من ربط الوطنية بدين معين. وأضافت “مقياس الوطنية ليس هو دين المواطن، بل هو حرصه على الموازنة بين التمتع بحقوقه وأداء واجباته تجاه وطنه على أساس مبدأ المواطنة”.
أما عن الاتهامات الموجهة إلى المسيحيين المغاربة بالولاء لجهات أجنبية أو العمل لفائدة أجندات خارجية تتربص الدوائر بأمن وسلامة المغرب، ردت “ماريتا” قائلة “هذا أمر مردود عليه، نحن مسالمون ولسنا تابعين لأية جهة أجنبية ولسنا مرتبطين بأية أجندات خارجية. شخصيا اعتنقت المسيحية منذ أربعة عشرة سنة لم أؤمن طيلتها إلا بقيم المحبة والسلام.
وأضافت مسترسلة “أما بالنسبة لمن يتهمنا بأننا نتلقى دعما ماديا خارجيا فلا يسعني إلا أن ألفت انتباههم إلى أننا بالعكس نحن من يصرف من جيوبنا على ممارساتنا التعبدية، فعندما عانى الجميع من تداعيات كورونا مثلا كنا نحن جماعة المسيحيين المغاربة من يدعم بعضنا البعض تماما كما هو الأمر بالنسبة لتقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية المغربية”. وأردفت المتحدثة قائلة “يجب على من يطعن فينا أن يعلم أن اعتناقنا للمسيحية راجع إلى إيماننا وليس إلى دوافع مادية، على الأقل أنا أتحدث هنا عن نفسي ولست وصية على الجميع”.