الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: برافو إدريس لشكر

عبد السلام  المساوي: برافو إدريس لشكر عبد السلام المساوي
يتبين وبالملموس أن الاتحاد الاشتراكي، عندما يرفع شعاراً أو ينتج مفهوماً أو يطرح برنامجاً سياسياً، أو يعقد مؤتمرا فليس بغرض التمويه والتغليط، الضجيج والبهرجة، وليس بغرض دغدغة عواطف الجمهور والسيطرة على مشاعره وكسب أصواته...
إن مفاهيم الاتحاد الاشتراكي مفاهيم نابعة من وعي نظري عميق وقابلة لتجريب عملي مسؤول...من هنا كانت هذه المفاهيم، وفي كل مرة، ثورة في حقل سياسي يطغى عليه العقم والجمود، الاجترار والرتابة.

إن كل متتبع للخطاب السياسي ببلادنا، لابد وأن يخرج بخلاصة سياسية ودالة؛ مفادها أن كل الساسة والمحللين والإعلاميين والمعلقين السياسيين، لم ولن يستطيعوا الخروج من الخطاب السياسي الاتحادي ومن النسق المفاهيمي الاتحادي، يفكرون ويتكلمون لغة اتحادية.
إن الاتحاد الاشتراكي ناضل وعمل من أجل الارتقاء بالسياسة، خطاباً وممارسة وتنظيماً، وأغنى الحقل السياسي بأدبيات سياسية رفيعة ومفاهيم دقيقة ومعبرة، مفاهيم ارتقت بالخطاب السياسي ببلادنا من خسة الألفاظ الغارقة في الشعبوية إلى رفعة المصطلحات المؤسسة على التفكير العملي والعلمي، بعد تنقيتها وتطهيرها من شوائب والتباسات اللغة العامية والاستعمال اليومي. 

إن الخطاب السياسي الاتحادي يتم إنتاجه داخل اللغة العالمة وبمنهجية علمية، ومنذ البداية عمل الاتحاد الاشتراكي على تأصيل الخطاب وتجديده، وإنتاج المفاهيم وإغنائها، في تفاعل جدلي مع التحولات السياسية والمجتمعية التي تعرفها بلادنا، في هذا الإطار يتأطر شعار "دولة قوية عادلة ومجتمع حداثي متضامن؛ المغرب أولا وشعار تناوب جديد بأفق اجتماعي ديمقراطي".

ولقد تأكد يوم الأربعاء 2 فبراير2022، في برنامج " حديث مع الصحافة " على القناة الثانية ، من خلال مقاربته للقضايا السياسية والحزبية الداخلية، أن الاتحاد الاشتراكي حزب مبدع، حزب لا كالأحزاب، إنه يفكر ويجتهد "التحليل الملموس للواقع الملموس". والاتحاديات والاتحاديون في المؤتمر الوطني 11 كانوا على حق وبحكمة ووعي عندما رفعوا شعار  " هذا هو اختيارنا...إدريس لشكر قائدنا ".