الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

الطيب أعيس: هذه أسباب ارتفاع إقصاء المقاولات الصغيرة والمتوسطة من تمويلات الأبناك

الطيب أعيس: هذه أسباب ارتفاع إقصاء المقاولات الصغيرة والمتوسطة من تمويلات الأبناك الطيب أعيس
على هامش مناقشة صعوبات حصول المقاولات الصغيرة والمتوسطة على تمويلات بنكية في إطار برنامج "انطلاقة" بمجلس المستشارين. إذ أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، أن  نسبة رفض البنوك للتمويلات تصل إلى 30 في المائة، معتبرة هذه النسبة “غير مسموحة”..
في هذا السياق، حاورت "
أنفاس بريس" الطيب أعيس، خبير اقتصادي ومالي، حول هذا الموضوع:
 
ماهي أسباب رفض الأبناك تمويل المقاولات والصغيرة المتوسطة في إطار برنامج "انطلاقة"، بنسبة رفض بلغت 30 في المائة؟
توجد أسباب معقولة وأسباب أخرى غير منطقية. أولا، ترفض الأبناك طلبات حاملي التمويل بسبب غياب دراسة الجدوى من المشروع أو مشروع ذو اختيارات غير واضحة للاستثمار.
السبب الثاني يعود لبيروقراطية ومساطر الأبناك التي تعيق تمويل المقاولات الصغيرة والمتوسطة مما يكشف أن الابناك لم تنخرط بشكل جيد في برنامج "انطلاقة".
الوزيرة أقرت ببيروقراطية المساطر وضرورة تحسين مناخ الأعمال والمقاولات، مما يطرح الحاجة إلى تقييم برنامج "انطلاقة"، مارأيك؟
ينبغي أعادة تقييم برنامج انطلاقة وتبسيط المساطر المعتمدة في هذا البرنامج. لأن هذا البرنامج، برنامج الدولة وليس برنامج الأبناك، فالدولة هي التي تضمن هذه القروض وبالتالي لم تعد المخاطر مطروحة أمام الابناك التي عليها أن تقوم بتفعيل دور التمويل، إذن الإشكال لدى بيروقراطية الابناك مع غياب الشفافية في العلاقة بين حاملي المشاريع وموظفي الأبناك أو الوكالات البنكية.
وبرنامج انطلاقة متابع من أعلى سلطة في البلاد، الملك. لهذا يجب الحرص عل تنفيذ التعليمات الملكية، وهو مشروع وطني لصالح المصلحة الوطنية. 
بما أن الدولة أعطت الابناك احتكار دور توزيع القروض وجمع الأموال والوظائف في المجتمع، في المقابل على الأبناك أن تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد وفي ظرفية الأزمة التي نعيشها. وبرنامج "انطلاقة" مهم جدا أن ينجح مما سيوفر حلولا اقتصادية واجتماعية لهذه الأزمة عبر خلق مقاولات ومناصب شغل جديدة، وبالتالي سيتم محاربة البطالة والأزمة الاجتماعية.
لكن المفارقة أن المقاولات الكبرى هي التي تستفيد من التمويل على حساب المقاولات الصغيرة والمتوسطة؟ ما تعليقك؟
هذا ما يؤكده التقرير الذي أصدرته مؤخرا المندوبية السامية للتخطيط ان المقاولات الكبرى هي التي استفادت من القروض خلال فترة الجائحة، وبنسبة أقل المقاولات الصغيرة، ومن بين أسباب عدم استفادتها تعقيد المساطر ، وتعتبر حاجزا رئيسيا بالنسبة لاستفادة المقاولات الصغيرة من القروض. بمعنى أن هذه المساطر تم إخراجها على مقاس المقاولات الكبيرة على حساب المقاولات الصغيرة. وتبلغ نسبة المقاولات الصغيرة التي تعاني من حاجز تعقيد المساطر 22 في المائة وبالنسبة للمقاولات الكبرى تبلغ هذه النسبة 6 في المائة.