الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

ياسين اعليا: تزايد استعمال البيتكوين يستدعي تصورا جديدا لبنك المغرب

ياسين اعليا: تزايد استعمال البيتكوين يستدعي تصورا جديدا لبنك المغرب ياسين اعليا
على هامش مناقشة تقنين استعمال البيتكوين والعملات الرقمية بمجلس النواب، وجواب وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، بأن الحكومة تدرس جدوى تقنيين التعامل بالبيتكوين والعملات المشفرة.
حاورت
"أنفاس بريس" ياسين اعليا، أستاذ الاقتصاد وعضو المكتب السياسي لحركة معا، حول هذا الموضوع. 
 
ماهي مزايا ومخاطر استعمال البتكوين والعملات المشفرة؟
استعمال العملات المشفرة هي عملية تحتمل الكثير من المخاطر وهي شكل من أشكال المعاملات الاقتصادية أو المعاملات المالية الحديثة. من جهة أولى فالعملات الرقمية تخرج عن سيطرة الأبناك المركزية، بمعنى انها غير خاضعة لمراقبة الابناك المركزية.
وتتم هذه العمليات بدون إشارة إلى مالكي هذه الأصول أو لهذه العملات في تعاملاتهم في البورصات العالمية.
الخطر الأكبر في التعامل بالبيتكوين كنموذج، هنا لابد من الإشارة إلى أن هناك أكثر من عشرة آلاف عملة أهمها البيتكوين والإثيريوم هتين العملتين هما الأكثر تداولا، أن هذه العملات غير مستقرة. 
في بداية التعاملات بهذه العملات الرقمية سنة 2013، 10 قطع بيتكوين كانت لا تتعدى قيمتها 196 دولارا. حاليا تتجاوز عملة بيتكوين واحدة تتجاوز 55 ألف دولار. لكن هذه الاستثمارات تبقى ذات خطورة كبيرة، إذ لا تستعمل كثيرا في أداء العمليات، إذ تستعمل في المضاربة بالعملات عند ارتفاع أثمنتها لإعادة بيعها وتحقيق الأرباح.
هذه العمليات تثير مخاوف بخصوص عدم الاستقرار خاصة حول ضبط السياسة النقدية للدول. غير أنه لابد للإشارة بأن هناك محاولات للتطبيع مع هذه العملات الرقمية، محاولات يقوم بها أيضا بنك المغرب لإصدار عملة رقمية خاصة بالأبناك المركزية حتى لا تترك هذا المجال فارغا حيث أن هذه الهيئات غير معروفة ويتم التعامل بها إثر عمليات خوارزمية. 
مسألة إضافية أخرى بخصوص المخاطر الاستهلاك الكبير للطاقة في عملية التعدين لإنتاج البيتكوين، علما أن 0.4 في المائة من الإنتاج العالمي للكهرباء موجه لإنتاج البيتكوين.
 
هناك تخوفات من استنزاف العملة الصعبة بالمغرب إثر استعمال البيتكوين والعملات المشفرة، مارأيك؟
بالفعل هناك خطر استنزاف العملة الصعبة، فمكتب الصرف يراقب عمليات خروج العملة الصعبة طبقا للقوانين المنظمة. غير أن خروج البيتكوين لا تخضع لسلطات مكتب الصرف وبنك المغرب مما يؤثر على المخزون الاحتياطي الاستراتيجي من العملة الصعبة، مما يثير مخاوف حول استعمال هذه الأموال في تببيض الأموال في الجريمة وعمليات التهريب باستعمال هذه العملات الرقمية.
أعتقد أن على بنك المغرب أن يفكر في طريقة جديدة لتجاوز هذا الوضع، لأنه مع الجائحة تطورت المعاملات الرقمية، وهذا التفكير ينبغي أن يجد صيغة بعيدة على الشكل الحالي الغير مضمون للعواقب.