الخميس 25 إبريل 2024
اقتصاد

حميد العماري: بدل تغيير الساعة الإضافية وجب علينا التفكير في تغيير سلوكنا

حميد العماري: بدل تغيير الساعة الإضافية وجب علينا التفكير في تغيير سلوكنا حميد العماري
عندما قررت الدولة "الساعة الإضافية" بررت ذلك بالحاجة إلى اقتصاد الطاقة؛ لكن ما يلاحظ أن العكس هو ما حصل بدليل أنه خلال السنتين الأخيرتين عرف استهلاك الطاقة ارتفاعا صاروخيا!!
"أنفاس بريس" اتصلت بالمسؤول عن المنصة التكنولوجية لمجمع الابتكار بجامعة الحسن الأول بسطات، حميد العماري؛ وطلبت منه قراءة لهذه المفارقة، وهل من مبررات موضوعية للإبقاء على الساعة الإضافية؛ فأعد الأستاذ الباحث العماري الورقة التالية:
 
لقد أثار التوقيت الصيفي أي زيادة ساعة إضافية جدلا واسعا وذلك في المغرب كما في شتى بقاع العالم، خصوصا في أوروبا، حيث تضاربت وجهات النظر بين مؤيدين ومعارضين واختلفوا بين ما هو إيجابي وسلبي لهذا التغيير في التوقيت.
وهكذا نجد أن المؤيدين يعتبرون أن اعتماد توقيت الساعة الإضافية يؤدي إلى اقتصاد في الطاقة، على اعتبار أنها ستخفف من قوة الطلب على الكهرباء. لكن هذا التبرير يبدو غير مقنع خلال فصل الشتاء، ذلك أن بقاء اعتماد التوقيت الصيفي يجعل كثيرا من المؤسسات تبدأ عملها والظلام لم ينجل بعد. ففي الصباح الباكر لفصل الشتاء مثلا حيث شروق الشمس يأتي حوالي الثامنة أو الثامنة والنصف (حسب توقيت غرينيتش + ساعة)، بشكل يوازي توقيت ولوج التلاميذ والطلبة لأقسامهم، وهذا يعني أن التلاميذ والطلبة والآباء يستيقظون باكرا على الأقل ساعة أو ساعة ونصف قبل هذا التوقيت مع ما يلزم ذلك من استهلاك للطاقة الكهربائية قصد التحضير لبداية يوم جديد؛ كما أن هناك مشاكل أخرى مطروحة قد تكون مكلفة اقتصاديا كذلك، منها أن المغرب بلد فلاحي بالدرجة الأولى قد يتأثر بهذا التغيير، زد على ذلك أن المهنيين لا يعملون بالتوقيت الإداري مع الأخذ بعين الاعتبار الارتباك الذي يحصل خلال كل تغيير للتوقيت بحيث تضيع جل المواعيد بسبب التوقيت الذي يصبح كمقلب يلجأ إليه البعض عن سوء او حسن نية عندنا يقول مثلا العاشرة الجديدة التاسعة القديمة أوالعكس!.
وهناك مشاكل أخرى تتعلق بالبرمجيات والأنظمة الرقمية وتسجيل البيانات في الحواسيب وغيرها.... وكل هذا يشكل خطرا في بعض الأحيان خصوصا المتعلق منها بالمجال الصحي....
هذه المشاكل التي يطرحها تغيير التوقيت قد تكون مكلفة اقتصاديا أكثر من الربح الناتج عنها، لكن السؤال هو متى سنعير لها الاهتمام المطلوب؟
قد يساهم التوقيت الصيفي في انتعاش بعض القطاعات الاقتصادية خصوصا تلك المتعلقة بالطاقة أو أخرى، لكن لهذا الربح تكلفة اقتصادية أخرى واجتماعية.
إجمالا، أظن أن التوقيت الصيفي، مع نمط العيش الجديد، قد لا يجدي كثيرا نسبيا إذا ما قارناه مع الدعوة إلى ملاءمة نمط حياة صحي مع اقتراب الصيف بدون تغيير للتوقيت؛ ولم لا يبدأ العمل مبكرا ابتداء من شهر مايو أو يونيو إلى متم شهر شتنبر من كل سنة؟
وأعتقد أنه بدل تغيير التوقيت، وجب علينا التفكير في تغيير سلوكنا بالذهاب إلى العمل بساعة تقريبا بعد شروق الشمس أو ساعة ونصف أو أقل أو أكثر وذلك من شهر مايو أو يونيو إلى متم شهر شتنبر!
وهذا قد يعطي توافق بين ما هو اقتصادي، اجتماعي، بيئي، صحي وأمني.... لأن مثل هذا الاختيار ستكون له الكثير من الإيجابيات.