الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

سعيد الشفاج: فرح مؤجل

سعيد الشفاج: فرح مؤجل سعيد الشفاج
كلل سنة نجمع حقائب عام مر ثم نعد أنفسنا للسفر ولا ندري ما تخبئ خطوط العمر ودقات القلب. ملايين البشر في العالم يستعدون للفرح في يطفئون شموعا ويشعلون أخرى ويتبادلون كؤوس الخمر حتى يأخذ الفرح مداه في طقوس تختلف من شعب إلى آخر.
الفرح ليس سوى محاولة لقبول الدمار الذي من حولنا وفي المقابل اكتشاف ما تبقى من الجمال في الكون الفسيح المحيط بنا.
الفرح كذلك كائن طبقي فأفراح الأثرياء تختلف كلية عن أفراح الفقراء و الجميع في النهاية يفرحون.
لكن أين يتموقع الفرح في حياتنا كمغاربة عاشوا سنة أخرى في ظل كوفيد وأخوته المتحورين؟
هل نفرح لأن مؤشر نمو حياة الناس في تصاعد؟ أم نفرح لأننا حسمنا في اختلافاتنا السياسية الحمقاء؟ أم أننا نفرح لتطور تعليمنا وصحتنا؟ أم سيكون فرحنا بسبب أن صناديق الاقتراع أخرجت حكومة قوية تحكم فعليا برئيس حكومة وطني عليه اجماع وطني وله رؤية مستقبلية وحلول استعجالية؟ أم دعونا من كل هذا سوف نفرح لأنه أخيرا قضاؤنا أصبح مستقلا واعلامنا السمعي البصري قطع الواد ونشف رجليه وأصبح سلطة يقام لها ويقعد . أم أن الفرح سيكون لأن مستشفياتنا يضرب بها المثل في الرعاية والتطبيب أو أن شركات الأدوية قررت أخيرا أن الدواء مجاني للفقراء. اذا رغبتم فعلا أن نفرح فإن أطر التعليم بالمغرب أصبحت موحدة و لا فرق بين خصوصي و تعاقد كلاهما يمارسان نفس الرسالة و لهما حقوق موحدة .
سنفرح فعليا لأن الرياضة أصبحت تنمية تستفيد منها المواهب الحقيقية بعيدا عن منطق الريع و "باك صحبي" سنفرح فعليا إذا تخلصنا من ازدواجية اللغة في التدريس وانفتحنا على البحث العلمي والتكنولوجي وأصلحنا التعليم الجامعي كي يصبح آلية لتخريج العقول والمبدعين في كل المجالات وليس سوقا لتخريج أفواج البطالة. سنفرح اذا أصبح لكل مواطن الحق في السكن والدولة هي من تتكفل بذلك وليس وحوش العقار بالتواطؤ مع البنوك اللامواطنة .
سيكون لفرحنا طعم مختلف إذا قرر المغاربة أنفسهم ذلك لأن الانانية وحب الذات وكراهية الآخر أصبحت أكسجينهم الذي يتنفسونه، وبذلك انهزموا في كل المحطات التاريخية وفشلوا في صنع تنمية ككل شعوب الأرض.
الفرح هو ألا نصبح فئران تجارب للقاحات انقسم حولها المغاربة في غياب خطاب علمي مقنع و السبب هو أنه لسنوات طويلة لم نستثمر في عقول البشر واكتفينا بالاستثمار في الحجر .
لكن إلى أن يأتي قطار الفرح سأقول لكم كل عام وأنتم بألف خير.