الأربعاء 24 إبريل 2024
كورونا

الدكتورحمضي: أوميكرون..خبران ساران وسط مزيج من الأنباء السيئة

الدكتورحمضي: أوميكرون..خبران ساران وسط مزيج من الأنباء السيئة الطيب حمضي
أخبار قد تكون جيدة، ولكن علينا أخذها بأقصى درجة من اليقظة والحذر.
ربما حول أوميكرون وقابليته الشديدة للانتشار السريع ومقاومته اللقاحات والتهرب المناعي لدى المرضى السابقين. أخبار يجب تأكيدها خلال الأيام والأسابيع القادمة.
ثلاث دراسات نشرت أمس جلبت بعض التفاؤل الحذر حول المتحور، خَلَصْت إلى معدلات استشفاء أقل بالمقارنة مع أوميكرون، وملاحظة جيدة أخرى حول مدة موجة أوميكرون في جنوب أفريقيا التي ربما بدأت بالتناقص، وبالتالي ستكون هذه الموجة قصيرة الأمد مقارنة بالمتحررات الأخرى.
دراسة جنوب أفريقية، التي لم تتم مراجعتها بعد من قبل الخبراء إلى أن حالات الاستشفاء والحالات الشديدة ستكون 80٪ (5 مرات) أقل مقارنة بدلتا.
وتشير دراسة إسكتلندية إلى أن حالات دخول المستشفيات تنقص بالثلثين. تقرير إمبريال كوليدج لندن يتحدث عن نسبة 40 إلى 45٪ أقل من حالات الاستشفاء.
والخبر السار الثاني، في جنوب أفريقيا موجة أوميكرون قد تكون بدأت بالتراجع بعد أسابيع قليلة من انطلاقها بقوة غير مسبوقة كعاصفة حقيقية ولكن لمدة قصيرة.
كل هذه البيانات يجب وضعها في إطارها الصحيح؛ والواقع أن أصحاب هذه الدراسات الثلاث أنفسهم يلفتون الانتباه إلى ضرورة عدم التسرع في استخلاص النتائج وضرورة التعامل بحذر.
إذ لا يمكن استنتاج ما إذا كانت هذه الشراسة المفترض أنها منخفضة ترجع إلى الخصائص البيولوجية والجينية للمتحور نفسه، أم إلى كون أوميكرون انتشر وسط ساكنة تم تحصينها سواء باللقاحات أو عن طريق الإصابات السابقة بالعدوى؟ في جنوب أفريقيا، تشير التقديرات إلى أن عدد السكان الذين أصيبوا سابقا بكوفيد 19 يتراوح بين 60 و70 في المائة. من الساكنة العامة. مناعة العدوى السابقة لا تحمي كثيرا من الإصابة بأوميكرون ولكنها تحمي من الأشكال الشديدة ولو جزئيا.
في انتظار بيانات أخرى، يستحيل التنبؤ بدرجة شراسة وتهديد للنظم الصحية بعد انتشار المتحور بين غير الملقحين تماما أو غير الملقحين بالكامل والذين لم يصابوا قط بكوفإد 19.
فيما يتعلق بقصر موجة أوميكرون المفترضة، التي لن تستغرق سوى بضعة أسابيع في جنوب أفريقيا- إذا تأكد ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة، لا نعرف ما هو الدور الذي تلعبه عوامل خارجية خاصة كموسم الصيف الذي تشهده جنوب أفريقيا الآن بشأن تلطيف الموجة على عكس البلدان التي تشهد موسم الشتاء؛ وتركز الحياة الاجتماعية داخل الأماكن المغلقة أكثر منها في الفضاءات المفتوحة.
هذه دراسات أولية، صغيرة الحجم وفي ظل ظروف وبائية خاصة يصعب تعميمها هكذا على مجتمعات أخرى في انتظار معطيات أكثر صلابة وقوة.
تظل اليقظة والاحترام التام للإجراءات الحجازية الفردية والجماعية، وتسريع التلقيح وأخذ الجرعة الثالثة، الوسيلة الفعالة الوحيدة لحماية أنفسنا والآخرين ووضع نهاية للجائحة والعودة للحياة الطبيعية، وخفض احتمال ظهور طفرات جديدة، وخصوصا في مواجهة متحور سريع الانتشار كأوميكرون في جميع أنحاء العالم
الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسة والنظم الصحية