الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: الصويرة.. لا شيء في الأفق غير المدى المالح

أحمد بومعيز: الصويرة.. لا شيء في الأفق غير المدى المالح أحمد بومعيز
لا تسعفني العبارة للحديث عنها دوما ،هو فقط شيء من التداعي قد يسعغني مرغما على البوح.وفي البوح شيء من الاعتراف..والاعتراف ليس فضيلة بالضرورة..
لكن رغم الرغم، تبقى للصويرة كل المناسبات كي ترغم العبارة لستقيم وتسعف..
هي هكذا، تعيشنا وفق قدرة تحملها، ولا تستغيث،ونعيشها وفق قدرتنا على الحب والتحمل والتأمل،ولا نستغيث..
فلا شيء في الأفق يا رياح المدينة غير هذا السرب المتكرر من نوارس لا أمل فيها غير الشكل الهندسي المتوازن في السماء وفوق الماء..
لا شيء في الأفق يا مدينة الرياح غير هذا الهواء المدجج برطوبة بحر يلفك في اشتهاء بين جزر ومد وفق ما تمنحه هوامش الاعتراف..
لا شيء في الأفق يا موكادور غير الخواء الذي يملء المدى الممتد فيك ..حتى يخيل لمن يقرأك أنك هكذا تعاندين الإختراق المقصود ..
لا شيء في الأفق والآن ،وأنت تائهة وحدك ،بين أجيال وأشواط و هوامش ..مزيج هلامي من الصمود المضمر،والتشييء المعلن والاستسلام المبهم.. بين كل هؤلاء وأولائك.
لا شيء في الأفق يا مدينة كانت هنا منذ أول الأزمنة ،كانت هنا قبل كل تلك التعاريف المنمقة التي صيغت كي تأسر فيك المدى حسب حاجة وأجندات كهان الدورية ومرتزقة الظرفية...
لا شيء في الأفق رغم ديباجات تقارير المنظمات والتقييد في سجلات تمدحك بلكنة،و وفق مزاج ،وتصنفك كي يحلو مزاج من يحلو له وصفك وفق رغبة امتلاك ..كأنك أسيرة وغنيمة..غنيمة بلا حرب ،غنيمة بعد نميمة vip ذات حصانة.
وهنا لا شيء يعلن عن قرب نهاية التلاشي،ولا شيء يبدو قريبا،حتى المشاريع والعمليات الجراحية التي تجرى لإنقاد أوصالك تاهت في أزقتك وباتت متاهة..لتعودي كل مرة لنفس الحاجة ونفس الحالة التي تعلن أنك فعلا في وضعية حرجة ،وفي وضعية تلاش معلن ومزمن وممتد ..
لا شيء في الأفق يا مدينة ملء أوصالها الصدأ رغم تخمة الإعلام التي هيجت حولك مافيا المضاربات..
لا شيء في الأفق غير هؤلاء الذين يتزايدون ويزايدون : كوكبة تسوقك إلى الأسر في زنزانة الماضي عساك تصيري صويرة صويرات بالأبيض والأسود، لتجسدي لهم ذكرى ونوستالجيا ذاكرة منسية،ولتبرري لهم وجودا كان مجازا. وكوكبة تريد ردم بحرك إسمنتا مسلحا ،وتجزيء غابتك حدائقا خلفية محروسة.
وحتى إذا حن قلب بعضهم ،فقد يمن عليك وعلى أهلك أو أهاليك بأن تكونوا ضيوفا من الدرجة الثانية على مجالسهم وحفلات كلامهم ،ضيوفا غير مرغوب في رأيهم وعليهم ضربت وصاية .
فلا شيء في الأفق يا موكادور الرياح غير هذا المدى المحيط من البحر الذي يشتهيك وينشد فيك قصيدة الملح المداب في جرح مدينة كنتها وكانتك.