الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: فلسطين ليست موضوع مزايدة يا كابرانات الجزائر!

عبد السلام المساوي: فلسطين ليست موضوع مزايدة يا كابرانات الجزائر! عبد السلام المساوي

تبرز من حين لآخر بثور بشرية للتطاول على المغرب، غير أن مآلها ملازم لها في تفاهتها.

لا يوجد من يزايد على الدور المغربي في نصرة قضايا فلسطين والقدس، بدءا من شرف رئاسة بيت مال القدس والذي يعد المغرب من الأعضاء القلائل الذين ما زالوا مستمرين في دعم صندوقه على عكس دول أخرى نفضت يديها، وما التقارير السنوية التي تنشر بالأرقام والمنجزات الميدانية لخير دليل على سخاء المغرب في هذا المجال، اضافة إلى شهادات المستفيدين من هذا الصندوق سواء في الضفة الغربية أو غزة: بنيات تحتية تنطق دلالة وتخرس إعلام الكابرانات، التي لا تترك فرصة دون المس بكرامة المغرب بين دول العالم ، ولعل ذلك من غيظها وهي ترى بلدها الجزائر وقد انحسر دورها في العلاقات الدولية .

 

المغرب وقيادته لا يبيعون الوهم في سوق الترافع البئيس المشدود إلى لغة البيع والشراء في المواقف، وسرعة تغيير الألوان والأشكال على الشاشات المخدومة...

المغرب صاحب قضية وفلسطين في قلبها للبحث عن حلول لإخراجها من النفق الضيق والمظلم، ذلك الذي جعل المزايدين يغتنون في فضاء المتاجرة بآلام شعب وبدموع الأبرياء وكرامة الشرفاء...

 

القدس قضية، ورئاسة لجنتها حكيمة وعالمة.

نعم، فلسطين فينا شيء ثابت .

 

لن تكون هذه أول مرة يزايد فيها نظام الكابرانات في الجزائر بقضية فلسطين. ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد... الحكاية ذاتها، تتكرر بعد قرابة الثلاثين سنة ونظام الكابرانات يهرب من مطالب شعبه، لكي يقدم مالا كثيرا للسيد محمود عباس أبو مازن والسلطة الفلسطينية...

 

بالنسبة لنا هنا في المغرب لا إشكال، أي مال يذهب إلى فلسطين هو مال ضروري وجيد ومفيد، ينضاف لمال بيت القدس الذي يشرف عليه المغرب دون كثير لغط إعلامي، ويستفيد منه شعبنا الفلسطيني دون كثير إشهار.

لكن لا مفر من التوقف عند التناقض لدى نظام يرفض مطالب شعبه الذي قال للكابرانات "تتنحاو كاع"، ويقرر في حربه الغبية ضد المغرب وضد مصالح المغرب أن يزايد بموضوع لا يمكن أن تزايد فيه على المغرب بالتحديد هو موضوع فلسطين .

 

أهلنا الفلسطينيون يعرفون جيدا من يقف الى جانبهم، ومن يتاجر بهم .

أهلنا في فلسطين أغلى من ملايين الدولارات، وهم قوم يرفضون البيع والشراء وإلا كانوا باعوا أراضيهم التي يتشبثون بها أيما تشبث للاسرائيلي وانتهت الحكاية .

وأهلنا في فلسطين قوم لماحون، أذكياء، نوابغ من أرض الشام الخصيب، يعرفون مصلحتهم جيدا ويعرفون من يريد مصلحتهم، ويعرفون أيضا من يريد فقط بالمزايدة عليهم أن يلتف على مطالب شعبه أولا، أن يواصل حربه جد جاره الغربي ثانيا، وأن يواصل البقاء جاثما على العباد والبلاد هناك في أراضي جارتنا الشرقية، تلك التي نواصل الدعاء لها ليل نهار لكي تتخلص من جحيم الكابرانات وتشرع ذات يوم في المسير .

 

فلسطين ليست موضوع مزايدة أيها القابعون على قلوب الجزائريين، لكن منذ متى كنتم تفهمون البديهيات؟؟؟

نعم، فلسطين وعدالة قضيتها أمر لا يقبل أي نقاش .

 

المغرب لا عقدة له في هذا المجال، وما قدمه لفلسطين على امتداد عقود وعقود يكفيه شر التبرير أو شر الدخول بنية حسنة في الحديث مع أصحاب النيات السيئة .

نساند حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، إلى جانب جاره الإسرائيلي وفق حل الدولتين الذي يومن به العالم المتحضر، ندين العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين من هاته الناحية، وندبن عمليات الاقتحام والتنكيل التي تستهدف المدنيين من الناحية الثانية .

 

نتمنى أن يعود العقل للحمقى لكي يسود السلام أرض السلام، والبلاد التي اختارتها العناية الإلاهية لكي تحتضن كل الديانات السماوية، وذلك هو قدرها يوم تصبح الكلمة الأخيرة للعقلاء وليس للحمقى الموتورين والمتاجرين بفلسطين.

 

هذه هي الخلاصة بكل بساطة وبكل اختصار.

ما عداها نشيد مزايدات جد مزعج في اللحن، ساعدنا على النوم كل هاته السنوات، وأضاع بالمناسبة هاته الفلسطين التي ندعي جميعا أنها عزيزة على القلوب...