الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: آسي الريسوني.. دع عنك السياسة وارجع إلى مقاصدك الفقهية

الحسن زهور: آسي الريسوني.. دع عنك السياسة وارجع إلى مقاصدك الفقهية الحسن زهور

السيد احمد الريسوني:

أزول فلاك، سأخاطبك كمغربي لأخيه المغربي، وليس بصفتك كرئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لماذا؟ لأننا في المغرب لنا شرعية دينية تجمعنا وتعتبر من أعرق الشرعيات الدينية في العالم الاسلامي اليوم، والأعرق في القانون الفقهي الإسلامي يعتبر سنة وسلفا للخلف، وبالتالي فمن هو أولى في الاتباع أسي الريسوني؟ هل الشرعية الاعرق (السلف) في المغرب ام الشرعية الأحدث (المحدث/ الخلف) التي ولدت مؤخرا في الشرق والتي تتقرب إليها؟ وباعتبارك عالم دين فالجواب الفقهي يقول إن القاعدة الدينية والسلفية تقتضي أن يتبع الخلف بالضرورة السلف.

 

سي الريسوني:

أعرف أن مهمتك في هذا التنظيم العالمي تقتضي منك أن تقوم بمهمتك كما تمليه عليك حاضنتك، فأنت موظف في هذا التنظيم، كما كان عبد الكريم مطيع موظفا في اللجان الشعبية عند القذافي، وعندما أسقطته الثورة الليبية هرب عبد الكريم مطيع إلى بريطانيا، المقر الأوروبي لجماعة الإخوان العالمية.

 

السيد الريسوني نعرف وظيفتك في الحركة الدعوية العالمية للإخوان المسلمين (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) الذي تموله قطر وتركيا، فلم نسمع منك كلمة استنكار في حق أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط ومقرها في قطر، ولم نسمع منك انتقادا للزيارات التي كان يتبادلها بعض المسؤولين القطريين والإسرائيليين، ولم نسمع عنك انتقادات للعلاقات الاقتصادية الجيدة بين تركيا وإسرائيل، وما زالت فتواك المخجلة مجلجلة تقبح وجه الفتاوى: "من يحارب اقتصاد تركيا فهو في حكم المرتد" التي دونتها في صفحتك فأزلتها بعد ان أحدثت ضجة.

 

السياسة سياسة آ سي الريسوني الفقيه، فدع عنك السياسة وارجع إلى مقاصدك الفقهية كعالم وكفقيه وسنحترم علمك، فالسياسة فتنة وهي التي أشعلت الفتنة الكبرى بين المسلمين في عصر ذهبيهم السلفي، وهي التي قضت على أغلب الخلفاء الراشدين سما أو اغتيالا...

الثعلب التركي يتقن لعبة السياسة جيدا، ويتقن لعبة الشطرنج جيدا ومتى يحرك البيادق وفق مخططه. وها هو الآن بدأ الآن يراجع أوراقه حسب الظروف السياسية الآن، مبتعدا عن تنظيمكم (إلى حين آخر) بعد أن قضى منكم وطرا، لأنه يريد الآن تحسين علاقاته مع دول الخليج ومصر نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها تركيا الآن.

 

السيد الريسوني؛ لو كنت إنسانا مغربيا حرا تعيش بين ظهرانينا لما انتقدنا ما كتبته مؤخرا في حق بلدك، فما زالت بقايا القوميين والإسلاميين والمتمركسين في بلدنا ينتقدون وطنهم وقاموا بوقفات سياسية احتجاجية ضد مصالح بلدهم تمليها عليهم إيديولوجياتهم البرانية، فهذا من حقهم وهم الآن قلة، لكن أن تنتقد وطنك بوصفك رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هنا نقف لنذكرك بتاريخ الذين ناصبوا بلدهم العداء مدفوعين من عواصم قومية عسكرية اشتراكية ونخص بالذكر ليبيا القذافية، ولا داعي لذكر أسماء هؤلاء الزعماء السياسيين (وبعضهم توفوا في بلدهم بعد أن غفر لهم ما ارتكبوه في حقه) الذين انطلقوا من هذه الدول المعادية للمغرب فأرادوا إشعال نارهم بالبلد سنة 1973، وفشلوا، وفي الأخير رجع ما بقي من هؤلاء الزعماء إلى بلدهم بعد أن ضاقت بهم السبل وتعبوا من توظيفهم كبيادق يتلاعب بها في ساحة الشطرنج الدولية.

 

السيد الريسوني؛ لا تغرنك الأموال القطرية التي تصرف عليك، فمتاع الدنيا أمام خيانة الأمانة والوطن لا تساوي بعرة ناقة.

فلو تشبعت بثقافتك الأمازيغية لما سقطت سقطاتك هذه.. لو تشبعت بثقافتك الأمازيغية لاقتديت بالبطل الاسطوري حماد اونامير الذي طلع الى السماء وعاش في جنتها لكن شوقه إلى وطنه جعله يتخلى عن هذا النعيم السماوي، فأسقط نفسه من السماوات العلى ليلتحق بأرضه ووطنه، فلم تصل منه إلى وطنه هذا سوى نقط دم، وروت هذه الأرض بما فيها وما عليها بحب الوطن والتضحية من أجله.

 

لكن حماد أونامير يا حماد الريسوني لم يخن أبدا وطنه ولا أرضه، بل ضحى بنفسه وترك وراءه الخلود ونعيمه من أجل وطنه، ولم يعرض أبدا شرفه وخدماته على البراني، كما فعلت وتفعل يا سي احمد الريسوني...