الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

 حراثي: تعليم.. النموذج التنموي سينتج واقعا جديدا برؤيا منسجمة ومدروسة

 حراثي: تعليم.. النموذج التنموي سينتج واقعا جديدا برؤيا منسجمة ومدروسة عبد اللطيف حراثي، وشكيب بنموسى وزير التربية الوطنية (يسارا)
قال عبد اللطيف حراثي، الكاتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم، أن واقع منظومة التربية والتكوين ستختلف من فرد لآخر حسب اختلاف زاوية الرؤيا المتاحة أمامه، وسيكون من التسرع بمكان أن نرمي بالأحكام أوالانتقادات دون الإحاطة الدقيقة بمكونات وتمفصلات وميكانيزمات هذه المنظومة.
 
كنقابة مهتمة بدرجة أولى بالتربية والتعليم، وكمفتش تربوي، كيف ترى واقع منظومة التربية والتكوين في الوقت الحالي؟
على خلاف ما يظنه البعض من كوننا كنقابة لا نهتم إلا بما يخص هيئة التفتيش، فلا قوانيننا ولا أهدافنا ولا ممارستنا للفعل النقابي تعكس اقتصارنا على ما يخص هيئة التفتيش فقط، بالعكس، سطرنا الاهتمام بمنظومة التربية والتكوين كهدف أساسي لنقابة مفتشي التعليم منذ التأسيس. لنقر مبدئيا أن مقاربة واقع منظومة التربية والتكوين ستختلف من فرد لآخر حسب اختلاف زاوية الرؤيا المتاحة أمامه، وسيكون من التسرع بمكان أن نرمي بالأحكام أو الانتقادات دون الإحاطة الدقيقة بمكونات وتمفصلات وميكانيزمات هذه المنظومة. فمن زاوية الممارس في صلبها، نحن نعي حجم وتعدد وتنوع المتغيرات التي تتدخل في تدبيرها سواء على مستوى مدخلاتها أو سيروراتها أو مخرجاتها، وبالتالي ندرك صعوبة إحداث التغيير الإيجابي داخل كل هذه الشساعة، وأما من موقع الخبرة، فنحن نعي أن خلف هذه الشساعة تقف اختيارات أولى تنبع من انتظارات الساسة من هذه المنظومة، وموارد مالية ومادية توازي هذه الاختيارات، وموارد بشرية تنتظر التكوين وميكانيزمات تتطلب الخضوع للمراقبة والتقويم، ونتائج توفر الأثر الراجع الذي سيؤسس لتعديل الاختيارات الأولى، وبالتالي نرى من هذا الموقع أن الانكسار الذي تعاني منه المنظومة إنما هو منتوج لانزلاقات قابلة للتصحيح عند وجود الإرادة التي لا نراها إلا سياسية بالدرجة الأولى، أما من موقع النقابي فنحن ندرك حجم الجهود التي يبدلها المتدخلون في غياب الموارد والتحفيزات، وننظر بدقة إلى الحقوق التي تضيع يوما عن يو ، وبذلك نتفهم الاحتجاج الذي يلازمها ويشكل أحد أعطابها، وأما من موقع الأب أو الأم فنحن نتألم لمنظومة لا تستجيب لطموحنا وتطلعاتنا ولا تتماشى مع قدر الحب الذي نكنه لفلذات أكبادنا ، فنرى من هذه الزاوية كل ذلك الذي يحاول إخفاءه التجميل الداخلي للمنظومة. لكن هذا التعدد في الزوايا، والذي لا ينفي بعضه بعضا، بل يشكل تجميعه الصورة الحقيقية، يسكت أمام التقييمات الوطنية والدولية للتعلمات، والتي تقارب هذه المنظومة من زاوية جديدة بالنظر لها كمنظومة إنتاج للمورد البشري الذي يبقى أساس أي تنمية، ولطالما حذرت بيانات نقابة مفتشي التعليم من هذه النتائج خلال المراحل السابقة.
على ضوء لقائكم بالوزير شكيب بنموسى، ما هي خلاصاتكم؟ وهل يمكن أن تتجاوز المنظومة واقعها الحالي للأحسن؟
فعلا كان لي لقاء بالوزير وتمكنت خلاله من الاطلاع على العناصر الأساسية التي ستوجه الفترة المقبلة، وتقاسمت معه رؤيا نقابتنا لدعم هذا التوجه، والذي ينطلق من معاينة مؤشرات هذه المنظومة والاشتغال بشكل منهجي على تصحيح المسار الذي ينتج هذه المؤشرات، وأعتقد أن تدني النتائج الخاصة بالتعلمات في التقييمات الدولية والوطنية هو أولى المؤشرات السلبية التي سيمكن تصحيحها من إعادة الثقة والاعتراف بالنجاعة .بالأكيد أن تنزيل النموذج التنموي في شقه المرتبط بمنظومة التربية والتكوين سينتج واقعا جديدا برؤيا منسجمة و مدروسة ، وفي ظل اختيار العمل التشاركي والإنصات إلى هيئة التفتيش ممثلة في نقابة مفتشي التعليم سيكون بإمكاننا الإسهام في هذا التنزيل بما راكمته الهيئة من خبرة وتجربة ، ولدي تفاؤل حقيقي بجدوى هذا الاختيار.
على ضوء هذا اللقاء، ما هو توقعهم لمجريات الحوار مع الوزارة الحالية حول ملف التفتيش؟
اللقاء الأول في بعده المطلبي كان مناسبة للتذكير بمحطات الحوار مع الوزارة خلال الولايتين الأخيرتين ولطرح وإبراز الثقل الذي يشكله تنظيم التفتيش والاختصاصات في ظهور الأثر على المنظومة، وهي نقطة محورية ضمن انتظارات الهيئة بالنظر لحاجة المنظومة للاستقلالية الوظيفية سواء وفق تصورنا داخل النقابة أو وفق ما سينتج عن مناقشة هذا الطرح ضمن نقط الحوار. سيكون من السابق لأوانه تناول باقي عناصر الملف، سيما أن اللقاء الأول كان ذا طبيعة تواصلية، لكني متفائل بما عاينته من رغبة الوزير الحالي في إشراك الفاعلين في تنزيل تصوره والذي سيقابله الانصات لاكراهاتهم، ومنهم هيئة التفتيش.