الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

بورتريه.. بحثا عن العوالم الخفية للفنان التشكيلي بولرباح "الزاهد"

بورتريه.. بحثا عن العوالم الخفية للفنان التشكيلي بولرباح "الزاهد" الفنان التشكيلي بولرباح

بولرباح فنان تشكيلي مغربي معاصر، مراكشي حتى النخاع، ترتبط لواحاته التشكيلية بواقعية الصورة الفوتوغرافية، ودلالاتها، بالأبيض والأسود والألوان، بعد أن خبر جاذبيتها خلال مساره الحافل بالعطاء داخل المشهد الإعلامي المحلي والوطني، وبرمزية تعبيرية قد لا تخلو من التحريض أحيانا، داخل مرسمه، تلهبك ثورة الألوان إلى بعضها البعض بحرارتها، قبل أن تنقلك بقدرة خارقة إلى ملكوته الصوفي، ذي العوالم العصية، ملك تفاصيلها السرية بكل معاناة، منتشيا تقاسيمها من باب المرسم، إلى أقصى نقطة ضوء، تكون هي المنارة التي ستنضاف إلى ذاك الزمن الفني التشكيلي التجريدي الجميل الذي عشقه بكل أحاسيسه، ويظهر ذلك خلف ضربات ريشته، حيث تكمن القسوة والحزم والشدة، وبين ثناياها نتاج إبداعات تعج موضوعات محفزة حد التمرد والصرامة الصارخة، داخل مرسمه بـ "الشريفية"، يكون بولرباح حاضرا غائبا، حتى إشعار آخر، في مخاض مبدع، حيث تتولد لديه ألوان بعينها دون أن يفرط في غيرها، ألوان تشع قساوة، قريبة من ألوان النار والشمس، كاللونين البرتقالي والأحمر الزاهي للتعبير عن دلالة الطموح والإصرار والتفرد الذي لديه، وأخرى فاقع لونها، تعبر عن الارتقاء بحجم السماء وألوان تتقاطع، وبينهما مسافة متباينة تحيل بك إلى السلام والتواضع، وهي صفة تحلى بها بولرباح الزاهد سليل القطب الصوفي بمدينة السبعة رجال.

 

"أنفاس بريس" التقت بالفنان التشكيلي بولرباح، بعد عرض أعمال جديدة له، فتحدث إليها بكل عفوية عن مساره الفني وكيف تعلق بالفن التشكيلي التجريدي الذي يعتبره ملاذه الجميل، ملما بتقنيات الرسم والفن والإبداع التي كادت أن تصيبه بالهوس الفني؛ معترفا بعشقه لكل التجاذبات الفنية الأخرى التي لا تقل أهمية عن غيرها، ولتعابير الصباغة والألوان التي كانت تبهره منذ طفولته التي قضاها بحي القصبة القريب من المشور السعيد بمراكش؛ لكي يبوح لنا بأن خبرته المتواضعة بالصورة بكل أصنافها وتجلياتها وتأثيراتها على المتلقي، لم تأت من فراغ، بل إن أعماله الفنية السابقة بمعارض في المجال الفن الفوتوغرافي، فتحت له شهية الانطلاق نحو الاحتراف بنهم كبير.

 

وفي قراءة متأنية لنقاد تشكيليين، فمضمون لوحاته، بين إطاراتها تتكشف لذة التحليق في عوالم واقعية لا يعلم كينونتها سوى خيال فنان تشكيلي اسمه بولرباح، بحثا عن عوالمه الخفية...