الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

من قلب "تندوف": تسجيل صوت يعري الواقع المرير الذي تتخبط فيه جبهة "البوليساريو"

من قلب "تندوف": تسجيل صوت يعري الواقع المرير الذي تتخبط فيه جبهة "البوليساريو" يواجه المتحدث العسكري خطر الانتقام منه بعد جرأته على فضح الجبهة
تفاصيل خطيرة جدا، تلك التي كشفها تسجيل صوتي لأحد المسؤولين العسكريين بجبهة البوليساريو حيث أكد أن القيادة تعيش على وقع صراعات داخلية وتصدعات قوية.
وتواجه جبهة البوليساريو بحرج بالغ تسريب تسجيلات صوتية للبشير مولود خلال ندوة ما يسمى الأطر العسكرية تحدثت عن انعدام جاهزيتها وضعف إمكانياتها وانهيار معنويات عناصرها، في مقابل رغد الحياة ورفاهيتها التي ينعم فيها قادة الجبهة بعيدا عن المخيمات، حيث تم ضبط عناصر من جبهة البوليساريو تشتغل في تهريب المخدرات والسلاح، وتتخذ من المخيمات مرتعا لها، مع وجود قيادات تمتلك فنادق بنواذيبو العاصمة الاقتصادية الموريتانية، وشركات ثم عقارات بالجزائر وبعض الدول الأوروبية، ثم قال القيادي العسكري مولود خلال مداخلته، إن السباق من أجل الاغتناء، هو شعار المهرولين وراء الحصول على مناصب بما يسمى ببعض الوزارات من أجل نهبها وسرقتها دون حساب ولا عقاب، مع العلم أن هذه الوزارات لا وجود لها إلا من أجل تبديد المال الذي جاء كمساعدات لسكان المخيمان، بالرغم أن الجميع جاء إلى (الرابوني) خلال السبيعينيات حفاة عراة. كما قال المسؤول العسكري قيادة البوليساريو، أنه في ظل هذه الأوضاع ستجد قيادة البوليساريو نفسها وحيدة قريبا بدون سكان بالمخيمات، كما أشار ذات المصدر بأن جل قيادة البوليساريو لا يعرفون حتى تضاريس الصحراء، وختم قوله بأنه قد قال هذا الكلام الحاد في حق تنظيم مهتريء، مع إنتظاره لصك اتهام من طرف قيادة البوليساريو وهو «الخيانة».
وشدد ذات المصدر أن التسريبات الصوتية الجديدة فضحت الواقع المزري لمقاتلي جبهة البوليساريو والوضع المأساوي الذي يعيشونه، بدليل تسجيل صوتي منسوب للمدعو «البشير مولود محمد»، جرى توثيقه خلال ندوة لـ «الأطر المنظمة» عقد تحت إشراف من جبهة البوليساريو وأجلت مرات عديدة إلى حين رجوع ابراهيم غالي إلى المخيمات، بسبب توافر معطيات عن استغلالها لإعلان شغور منصب زعيم البوليساريو، وهو السبب الرئيسي بسحب ذات المصدر، للتأجيل، بعدما كانت ستنعقد في شهر ماي الماضي.
ووفق التسجيل الصوتي الذي انتشر على نطاق واسع، فقد كشف المقاتل العسكري «البشير مولود محمد»، في مداخلته المسربة، عن الواقع المزري لمقاتلي الجبهة، حيث أكد أن «الجيش الصحراوي» يفتقد للجاهزية ويعاني من مشاكل بنيوية تؤثر على وجوده، قبل أن يعدد نقاط الضعف أمام كل القادة العسكريين وانعدام الإمكانيات العسكرية وهشاشة المعدات وضعف التكوين، وهو ما دفع بعض القادة إلى محاولة إسكاته، ومنهم من حاول إقناعه بتغيير الموضوع، غير أنه أصر على إتمام الموضوع، حيث طالب بأن تصل رسالته إلى «إبراهيم غالي» وإلى كل من غاب من القيادة عن هذا اللقاء.
ويواجه المتحدث العسكري خطر الانتقام منه بعد جرأته على فضح الجبهة في وقت جد مهم، وحساس بالنسبة لقيادة البوليساريو التي تعيش انتكاسة سياسية وديبلوماسية، ناهيك عن الأمراض والشيخوخة التي تلاحق القيادة، هذا الخوف من تصفية البشير مولود من طرف أزلام القيادة أصبح واردا لأن كلمته الأخيرة خلال مداخلته حملت إنذارا مسبقا، حيث ختم بالقول: «حاولنا قول الحقيقة بالرغم أن صك الخيانة جاهز».