Sunday 10 August 2025
كتاب الرأي

محمد هرار: الانتخابات البلدية.. ومتى نتوقف عن الدوران في الحلقة المفرغة؟

 
 
محمد هرار: الانتخابات البلدية.. ومتى نتوقف عن الدوران في الحلقة المفرغة؟ محمد هرار
دعوات المشاركة وحدها لا تكفي.. نحتاج مشروعا قبل الصندوق..
مع كل دورة انتخابية، نسمع نفس النداءات، ونرى نفس الحماس، ثم نكرر نفس الأخطاء.
وكأننا لم نتعلم بعد، أن المشاركة بلا رؤية، مجرد حضور شكلي لا يغير شيئا في مسار الأحداث.
مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تتعالى الدعوات للمشاركة الفاعلة، ويشتد الحماس، خاصة في الانتخابات البلدية والمحافظات التي لا تشترط الجنسية الدنماركية للتصويت أو الترشح، عكس الانتخابات البرلمانية.
لكن الحماسة وحدها لا تصنع تغييرا، ولا تضمن تمثيلا حقيقيا.
نسمع كل مرة نفس الشعارات: “لو شاركت الجاليات العربية والإسلامية بجدية، لحصلنا على نتائج مؤثرة..
نعم، المشاركة مطلوبة،إلا أن السؤال الجوهري الذي نتجنب طرحه هو:
هل لدينا فعلا رجال ونساء مؤهلون، يحملون ثقافة سياسية، وفهما عميقا للواقع، وقدرة على إدارة الملفات البلدية والمحلية بكفاءة!؟ أم أننا ما زلنا نعيد نفس المشهد منذ خمسين سنة، بين انفعالات موسمية، وحماس سرعان ما يخبو بعد إغلاق صناديق الاقتراع؟.
المطالبة بالمشاركة لا تكفي. قبل أن ندعو الناس للتصويت، علينا أن نملك خطة واضحة، ووجوها نزيهة، وكفاءات سياسية، قادرة على الدفاع عن مصالح المجتمع، لا مجرد أسماء تملأ القوائم.
بدون ذلك، سنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة، ونتلقى نفس النتائج، ثم نشتكي من ضعف التأثير.
الانتخابات ليست مهرجانا للحماس المؤقت، بل مسؤولية استراتيجية تحتاج إلى تخطيط، إعداد، ورؤية. ومن يرفع شعار المشاركة بلا مشروع واضح، يكرر نفس الخطأ، ويحصد نفس الخيبة.
إذا كنا جادين في التأثير؛ فعلينا أن نتوقف عن الاكتفاء بدور “المتفرج المشارك” وأن نبدأ من الآن في صناعة المرشحين الأكفاء، بالعلم والخبرة والنزاهة.
المقاعد لا تُمنح، بل تُنتزع بالتخطيط والعمل، ومن يزرع في موسم الحصاد فلن يجني إلا الخيبة.