الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

لكريني: القرار الفرنسي بتشديد منح التأشيرة على المغاربة يضرب التعاون القائم بين البلدين 

لكريني: القرار الفرنسي بتشديد منح التأشيرة على المغاربة يضرب التعاون القائم بين البلدين  محمد لكريني
قررت فرنسا تشديد شروط منح اتاشيرة لمواطني المغرب؛ وقد اعتبر المغرب عبر وزير الشؤون الخارجية، قرار فرنسا غير مبرر ولا يعكس حقيقة التعاون بين البلدين  في مجال مكافحة الهجرة غير القانوية "أنفاس بريس" اتصلت محمد لكريني أستاذ القانون والعلاقات الدوليين بكلية الحقوق أيت ملول-جامعة ابن زهر وطلبت منه قراءة للقرار الفرنسي وتداعياته  فاعد الورقة التالية:

يعلم الجميع طبيعة العلاقات المغربية الفرنسية والتي اتسمت في معظم الأوقات بالتعاون في مجالات عدة أمنية، اقتصادية، ثقافية.. غير أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض المشاكل التي طبعت هذه العلاقات بين البلدين في مجالات مختلفة، فقرار خفض عدد التأشيرات إلى النصف من مختلف دول العالم قد يكون مقبولا بدعوى انتشار وباء كورونا، رغم أن هذا الأخير لم يعد متفشيا بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين، لكن أن يهم هذا القرار بعض الدول المغاربية (المغرب، تونس والجزائر) والتأكيد على أن هذه الدول هي المعنية بهذا القرار دون أخرى أمر يطرح تساؤلات عدة،؟! وفي هذا الصدد اعتبر وزير الخارجية المغربي أن فرنسا اعتمدت أسبابا واهية وغير معقولة والتي لا تبرز حجم التعاون بين البلدين. كما لا ننسى أيضا أن سياق هذه الأزمة بين البلدين قد تكون مرتبطة أيضا بالمشاكل الأخيرة التي حدثت بين المغرب وبعض الدول الأوروبية (ألمانيا، إسبانيا..) خصوصا وأن الأزمة امتدت في السابق إلى تكتل الاتحاد الأوروبي.

إن المتتبع للسياسة الخارجية المغربي سيلاحظ بأنها أصبحت أكثر حزما وحسما مع المواقف والقرارات الصادرة عن الدول والتي تمس سيادة ومصالح المغرب، وفي مقابل ذلك اعتبر هذا الأخير أن القرار يبقى سياديا لفرنسا لكن الأسباب التي اعتمدتها ضربت في العمق عرض الحائط التعاون القائم بينهما على مستوى ملف الهجرة النظامية وغير النظامية والمجهودات التي يبذلها المغرب في هذا الصدد وغيره من القضايا الأخرى كالتعاون الأمني بينهما على سبيل المثال لا الحصر..

وأعتقد أن مثل هذه السلوكات ستزيد من تأزيم العلاقات بين البلدين في ظل العديد من التحديات الإقليمية والدولية التي يمكن أن تقوي العلاقات بينهما، لذلك فالتعامل الفرنسي مع هذا الأمر لم يكن صائبا، لأنه يوضح حجم النظرة "التصغيرية" لهذه الدول المغاربية خصوصا؛ وأننا نعلم حجم الجالية العربية عموما والمغاربية على وجه الخصوص المتواجدة بالديار الفرنسية وكذا الروابط الاجتماعية والاقتصادية التي تجمع هذه الجالية بدولها الأصلية.