الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الإله الجوهري: الدعم السينمائي المغربي مرة أخرى

عبد الإله الجوهري: الدعم السينمائي المغربي مرة أخرى عبد الإله الجوهري
تناولنا، من قبل، قضية محاولة دعم مشروع سينمائي ايطالي، ومنحه فرصة اعادة الكتابة، واعطينا وجهة نظرنا حولها كممارسة ترهن واقع سينمانا لصالح سينمائيين اجانب وتجعلهم يزاحمون المبدع المغربي في دعم قليل بالأحرى يساعد سينمانا في الوقوف على رجليها. لكننا تناسينا، للأسف، مسألة جد مهمة، تتعلق بلا معقولية دعم مشروعين فقط، من تقديم شركتين مغربيتين، وهي سابقة لم تحدث من قبل، سابقة دعم اللجنة لمشروعين يتيمين، علما ان السيولة المالية كانت متوفرة، حيث اضطرت اللجنة، بكثير من النزقية وقلة التدبر، إلى إعادة ما يقارب سبع مائة مليون من السنتيمات (70 ألف يورو تقريبا)، أي انها حرمت الخزانة السينمائية من عملين، على الأقل، كانا سيتحققان لو استخدمت اللجنة شيئا من العقل، والتفكر في مصلحة السينما المغربية، لأنه لا يعقل أن يتم إرجاع مال خصص للدعم أصلا، بدعوى عدم وجود سيناريوهات تستحق وسط ركام 28 مشروعا يقف وراء البعض منها، مبدعون من العيار الثقيل سيرة وإنجازات. 
من جهة ثانية، لو كانت اللجنة متبصرة وفاهمة، كان أولى بها تخصيص المال المرجوع، لدعم مشاريع الأعمال الأولى للمخرجين الشباب، بعضها لم يكن يطلب غلافا ماليا كبيرا، مشاريع كان من المفروض ايلائها الأهمية القصوى، لتشجيع المخرجين الشباب، ومنحهم فرص الوجود والتواجد من خلال أفلامهم في الساحة السينمائية الوطنية..
تدوينتي لا تتهم لجنة الدعم بسوء النية، أو عدم محبة سينمانا الوطنية والتآمر عليها، لكن تحاول وضع الأصبع على واقع لجنة شكلت كيف ما اتفق، حيث لا اجد فيها، حسب معرفتي، إلا ثلاثة أفراد يستحقون أن يكونوا من بين اعضائها، بالنظر لعلاقاتهم المباشرة بالحقل السينمائي المغربي ووعيهم بأهمية ودور السينما كرافعة لتنمية الذائقة الإبداعية في المجتمع المغربي، اما البقية المتبقية من أعضاء اللجنة، جلهم الصدفة، والعلاقات الخاصة، كان لها الكلمة الفصل في أن يكونوا متواجدين ومساهمين، دون وعي، في "تخريب" ما تم تأسيسه منذ سنوات بنضالات الحركة السينمائية المغربية الحقة.
 
عبد الإله الجوهري، ناقد ومخرج سينمائي