الخميس 28 مارس 2024
سياسة

نشطاوي: حكومة العدالة والتنمية ضيعت على المغرب عشر سنوات من التنمية

نشطاوي: حكومة العدالة والتنمية ضيعت على المغرب عشر سنوات من التنمية محمد نشطاوي

أكد محمد نشطاوي، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بمراكش، أن حزب العدالة والتنمية تغول وكان يظن أن له وعاء انتخابيا قادرا على أن يمكنه من الاستمرار في السلطة. وأضاف لو كانت هناك ولاية ثالثة لهذه الحكومة لقامت بقطع الدعم عن الدقيق وغاز البوطان...

 

+ هل تتفق مع الرأي الذي يقول إن النتيجة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية في اقتراع 8 شتنبر 2021 ترجع إلى تصويت عقابي من قبل الغاضبين على أداء هذا الحزب؟

- لقد كانت هناك الكثير من القرارات غير الشعبية خلال العشر سنوات التي كان فيها حزب العدالة والتنمية يقود الائتلاف الحكومي.. فالاختيارات التي قامت بها حكومة العدالة والتنمية في النسخة الأولى والثانية، أنهكت بشكل كبير الطبقة المتوسطة، وساهمت في إضعاف القدرة الشرائية لفئات كثيرة من المواطنين، ولم تحقق تلك الوعود التي سبق أن أشارت إليها في البرنامج الحكومي والمتعلقة بالتشغيل ومحاربة الفساد، بل طبعت مع الفساد، ولم تحدث مناصب شغل، والإصلاح الذي قامت به هذه الحكومة هو إصلاح أحوال أطرها، وذلك في الوقت الذي كانت عينة كبيرة من الشعب تعيش على الكفاف وانتظار تحقيق الآمال، التي جرى الحديث عنها.. وقد تركت المواطن المغربي في مواجهة لوبي المحروقات والفساد وغلاء المعيشة، ولم تكن مشاريع استراتيجية لهذه الحكومة، سوى التدبير اليومي، سواء في الشق المحلي أو الوطني.. كل ذلك جعل  العديد من المواطنين يتحققوا من مسألة مهمة، وهي أن هؤلاء الأشخاص جاؤوا فقط من أجل تحسين وضعيتهم.

لقد كان التصويت عقابيا، وربما النكبة التي أصابت العدالة والتنمية أكثر من النكبة التي أصابت البرامكة، خاصة أن هذا الحزب تغول وكان يظن أن له وعاء انتخابيا قادرا على أن يمكنهم من الاستمرار في السلطة، ولو كانت ولاية ثالثة لهذه الحكومة لقامت بقطع الدعم عن الدقيق وغاز البوطان. وأعتقد أن حزب العدالة والتنمية خلال عشر سنوات فوت على المغرب نقلة نوعية في المشهد التنموي.

 

+ ما هي العوامل التي جعلت حزب التجمع الوطني للأحرار يحتل المرتبة الأولى في اقتراع 8 شتنبر 2021؟

- أعتقد أن الأمر يرجع -كما قلت- للتصويت العقابي ضد العدالة والتنمية، كما أن حزب الأحرار سطر برنامجا ودافع عنه، بالإضافة إلى الرغبة في التغيير من قبل المواطن المغربي.. وما قام به حزب العدالة والتنمية طيلة هذه السنوات لم يترك للمواطن المغربي سوى خيار اللجوء إلى حزب آخر يرى أن برنامجه الانتخابي قابل للتطبيق. والتصويت لحزب التجمع الوطني للأحرار فرضته الحصيلة السيئة لحزب العدالة والتنمية، أذ استطاع الأحرار الالتصاق بهموم المواطنين وحاول النظر إلى التدابير التي تصالح المواطنين مع السياسية والعمل الحزبي. كانت هناك جولات مكوكية، وأتنمى أن تتاح له الفرصة لتغيير المعيش اليومي للمواطنين، خاصة أن الجائحة خلفت أزمة اجتماعية واقتصادية كبيرة.

 

+ هل سيتمكن حزب "الحمامة" من تحقيق ما وعد به خلال الحملة الانتخابية؟

- لقد رفع الحزب سقف التحديات عاليا، سواء في ما يتعلق بتحسين أجور الأساتذة وخلق مناصب الشغل ومصالحة المواطن مع السياسية. وأتمنى صادقا أن تتاح له الإمكانية من أجل تحقيق هذه المتمنيات، خاصة أن العديد من المقاولات عانت جراء كورونا، ما تسبب في فقدان الشغل، والحكم عليه عقب الولاية التشريعية والعمل على إيجاد موارد مالية كافية لتحقيق هذه التحديات.

 

+ هل تعتقد بأن الحكومة المقبلة سيتم تشكيلها فقط من ثلاثة أحزاب، أم أنه سوف يتم توسيع قاعدة المشاركة؟

- صحيح.. كانت هناك ملاسنات بين الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس التجمع الوطني للأحرار، لكن في السياسية ليس هناك صديق دائم ولا عدو دائم، وإنما مصالح دائمة، ويمكن تأثيث المشهد السياسي بالأحزاب الثلاثة، وهي الأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، ويمكن أن يكون هناك الأحرار والاستقلال والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية، ويبقى الأصالة والمعاصرة في المعارضة، خاصة أن العدالة والتنمية لا تستطيع تشكيل فريق نيابي؛ ما سيتيح للأصالة والمعاصرة الفرصة للتمرين الأكثر في المعارضة لبناء قاعدة شعبية قد تمكنه من تصدر المشهد السياسي في الانتخابات المقبلة.