الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

اسمهان عمور: نكاية في عقارب الساعة

اسمهان عمور: نكاية في عقارب الساعة اسمهان عمور
تمر الأيام بطيئة في مدينة يزهر في ضيعاتها شجر التفاح والخوخ والاجاص وفاكهة الملوك ..الكرز.
تحس عقارب الساعة تخجل من الدوران من فرط الايقاع الجانح الى الملل.
أحسست وأنا استكين الى جرح في الكاحل لم يأب ان يندمل،بان المكان لم يفلح مسيروه في انتعاش العقل والبدن ببناء مسابح اوحتى صهريجا يطفئ فيه الاطفال والشباب لهيب جسد امتصت مسامه أشعة شمس حارقة.لم يأبه من تناوبوا على كرسي المجلس باختلاف الوانهم الحزبية الى تشييد فضاءات للتباري ثقافيا وفنيا ورياضيا في فترة هي الازهى من السنة.
تجارب سياسية عديدة..اختلافا وتحالفا وتآلفا تنافست فيها اقلام التوقيع على رخص البنايات الإسمنتية من عمارات ومقاهي ومحطات بنزين ،ليكتسح الاسمنت فضاءات الخضرة وتوؤد السواقي المخترقة للازقة والهوامش ويشح صبيب العيون بعد ان عبئت مياهها في قنينات بلاستيكية.
نكاية في دوران العقارب البطيئة تحصنت بقراءة :أزمة الجنس في الرواية العربية'للناقد الكبير الدادسي ابن مدينة آسفي الذي قدم مقاربة للرواية العربية بنون النسوة،كان الجنس فيها تيمة اساسية.احسست الرجل في تحليله النقدي مناصر للمرأة العربية شرقا و غربا هي التي كسرت حاجز الصمت واخترقت العرف المعهود ،وكشفت عن أزمة ظلت في دهاليز الكتمان :هي الجنس في المجتمع العربي، وما يطال النساء من تعنيف وهجر وخيانة وتعدد باسم الذكورة. هو صوت المرأة العربية الرافضة للخنوع وسياط الاعراف، والداعية الى رفع سقف الوعي بأزمة الجنس في علاقات غير متكافئة بين الذكر والانثى.
دقات  الساعة المشيرة الى الزمن بطيئة ،تخالها تعاند شمس اليوم كي لا تغيب.وانا اسبح في عوالم افتراضية احمل الروموت كونترول عل الشاشة تشبع رغبتك في الادراك ووأد الزمن. 
لو كان النقر على الازرار تسبيحا لبلغت منه ما يشفع لي بمغفرة الذنوب والآثام.....هو العدم إلا من القليل من القنوات على اختلاف لغاتهاخاصة تلك التي تخصصت في الوثائقي أو التراث الانسانيتمكنك من إغناء ذاكرتك النهمة.يطالعك قراء الحظ وإبطال السحر رجالا ونساء،وذوو العمامات في فتاوى تفقدك بوصلة ايمانك،وقنوات إخبارية تدعي الحياد والموضوعية وهي تحت رحمة اجندات سياسية ،فتضيع انت بين وهم الحياد وحقيقة الفصل بين اليقين والزيف.ومسلسلات أغلب بطلاتها خضعن لمشرط اطباء التجميل،حتى لا تكاد تميز بين البطلة والكومبارس..وتتخمك قنوات عربية بدراما مستوردة وبدبلجة مقرفة تدفعك الى النقر على ازرار اخرى من الروموت كونترول.
يمر اليوم بطيئا،تخال عقارب الساعة تمتص ما تبقى في شرايينك من دم يشتكي زيادة نسبة السكر فيه.فتستنجد بتطبيقات هاتفك النقال لتنقر هذه المرة ملبيا رغبتك لا ما يفرض عليك،إن كنت مشتركا في خدمة شبكة الإنترنت التي تضخم فاتورتك كلما سبحت في عوالمها لتجد متعتك وضالتك ،وتغازل عقارب الساعة العنيدة كي لا تهوي بك الى قاع الملل.
إنها المدينة التي تزهر في ضيعاتها اشجار الفواكه: إجاص وتفاح وخوخ وكرز ،ويصطف على جنبات شارعها اليتيم زوار قدموا باحثين عن متعة صيف.وتأبى الساعة إلا أن تكون بطيئة و مملة وارتمي انا في عوالم رواية عزوزة للزهرة رميج .صوت المرأة التي فكت قيود الصمت لتحتفي بأنوثة المرأة وفحولة الرجل وازمة الجنس في الرواية المغربية.